الشبكة العنكبوتية والاتصال بالغرباء
ماذا يجري في غرف المحادثة أو «Chatting Room» المظلمة؟! سؤال قد تكون الإجابة عليه محرجة لكثير من أولياء الأمور، خصوصا إذا كان المتحدث شابا أو شابة في سن المراهقة. فعلى الرغم من تنوع وتعدد هذه الغرف وفقا للبرامج المستخدمة والتصاميم الخاصة بها، إلا أن الرسالة التي تحملها واحدة... الاتصال بأشخاص غرباء، ربما يكونون مدمنين أو يعانون شتى أنواع الأمراض النفسية، ومع هذا فإن الحدود معهم غير مغلقة، ومع من؟! أبنائنا المراهقين.
«أوان» تتابع قضية استخدام الانترنت من قبل الشباب والمخاطر التي تحيط بهم من جراء عدم وجود الرقابة الاسرية أو الرقابة الرسمية التي تحميهم من عبث العابثين أو مصائد المتطفلين الذين لايعلم عن نواياهم الحقيقية.
ففي الوقت الذي اصبح فيه المراهقون ممن لاتتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاما خبراء محترفين في استخدام شبكة الانترنت المتوافرة في كل مكان تقريبا، والتي اصبح معها المراهقون ضيوفا دائمين.
ووفقا لرأي علماء النفس «فإن استخدام المراهقين للانترنت غير مبرمج، ويجب ان يكون تحت مراقبة الاهل». ومن هنا يأتي مكمن الخطر، فطالما أن حدود هؤلاء المراهقين مفتوحة في التعامل مع هذه الشبكة، فإن ذلك يدق ناقوس الخطر ، ويدعو إلى لفتة عاجلة. في وقت تشهد فيه الجريمة المنظمة في عالم الانترنت حضورا قويا.
الشباب في الكويت بمختلف شرائحهم ينظر إلى هذه الغرف على أنها مواقع للتسلية وأحيانا أخرى للتعبير عن الرأي في مختلف القضايا، ومنهم الآخر يجدها الطريق الاسهل للتعارف والبحث عن صديقة أو صديق. لكن على هذا الخط يدخل الغرباء متقمصين هويات مختلفة لا أحد يعرف خلفياتها.
على ما يبدو ان هناك محاولات دائمة من قبل بعض الشباب في التعارف، خصوصا وان غرف المحادثة تسمح لهؤلاء الذين لايجدون الحد الأدنى من الحرية خارج حدود الأسرة إلى التحرر داخل حدود هذه الشبكة العنكبوتية.
مصائد الشباب
وبالنظر إلى تلك الطرق التي يستخدمها بعض الشباب في اصطياد الشابات، فهي مختلفة بدءا باختيار «النيك نيم» الاسم المستعار مرورا بألوان الكتابة المختلفة، وصولا إلى أساليبهم المختلفة في التعارف، ومنها الادعاء بأنه طالب جامعي يدرس في الخارج ويعاني الغربة أو انه يريد الاستفسار عن معلومة علمية أو غيرها من الحيل.
وبمجرد ان يستطيع الشاب استدراج المراهقة إلى محادثة خاصة، فإنه بذلك قطع نصف الطريق، وبعدها تبدأ المحاولات للتعرف على الآخر منها تبادل الصور والمواعيد الغرامية، والتي في كثير من الأحيان ماتكون فيها صدمة للطرفين، فليس كل ما يتم تبادله في هذه الغرف هو في الواقع يعبر عن الحقيقة، وساعتها تكون الخسائر فادحة لأحد الطرفين بأنه قضى وقتا طويلا حتى يوقع بالآخر وبالنتيجة يجد نفسه كمن «خرج من المولد بلاحمص».
وتصل محاولات الشباب في كثير من المواقف من أجل الوصول إلى شابة أن يقضي ساعات أو أياما طويلة ربما يتخللها بعض الاحيان مقالب بالجملة من قبل بعض الشباب الذين تحلو لهم فكرة الادعاء بأنهم بنات، محاولين الحصول على بطاقات اتصال مجانية.
رأي نفسي
استاذ علم النفس جاسم محمود، قال: إن استخدام الانترنت من قبل المراهقين كارثة حقيقية، وان سوء الاستخدام هو النقطة الاساسية، فالكبار يستخدمونه للاغراض المفيدة، فالانترنت وسيلة تطور لكن تبقى التنشئة الاجتماعية ومراقبة الاهل للمراهقين أمرا ضروريا جدا وان قضاء الوقت امام الانترنت سوف يقلل من نشاطاتهم الرياضية أو الميدانية مما يصل بهم إلى درجة الادمان، ويقلل من متابعة واجباتهم الدراسية.
أولياء الأمور
توضح أم فارس ظاهرة الانترنت وكيفية استعمال ابنائها للانترنت: «يستخدم الأطفال والمراهقون هذه الوسيلة لايجاد صداقات، وذلك لقلة وسائل الترفيه، وانحسار التردد على النوادي الاجتماعية والترفيهية والرياضية. وتضيف: للانترنت نتائج سلبية منها الصحية والاجتماعية والنفسية، ومن أهمها الادمان على الانترنت، والذي قد يصل الى فقدان الحس الاجتماعي وسط الاسرة وسيطرة التشاؤم تخوفا من تحطم العلاقات الاجتماعية وجوانب سلبية أخرى ذلك أنها تجعل الباب مفتوحا على مصراعيه لأنواع مختلفة من السلوك المنحرف».
بينما يشير أبو سلطان إلى أن الاسرة تتحمل العبء الاكبر في تربية الابناء وتوجيههم. ويتابع قائلا: نرى دور الاسرة بما يتلاءم والرعاية التربوية والنفسية السليمة للاطفال والعمل على توعية الاسس باهمية مرحلة الطفولة او المراهقة وانطلاقا من معرفة هذه الاسر بخصائص النمو عند الطفل أو المراهق بحيث ينبغي على العائلة التوجيه السليم للمراهقين لتحديد قيمة هذه الخدمة العلمية، بما يتناسب ويشكل شخصية سليمة لهم وتزويدهم بالخبرة والمعرفة. منوها باهمية الاستخدام الامثل لشبكة الانترنت بعيدا عن القمع الاسري والعنف والاساءة الجسدية والحرمان.
مدير موقع انترنت
من جهته، يقول فيصل علي: «يستخدم الكثير من المراهقين الانترنت بطرق مختلفة ومنهم من يتجه إلى المواقع الاباحية أو غرف المحادثة التي تهتم بقضايا الجنس، وهذا مكمن الخطورة. ودعا إلى أهمية وجود دور الاسرة في هذه المرحلة، ولاسيما مرحلة المراهقة. ويختم بالقول: «الانترنت وسيلة مغرية وملهية للشباب، لكن اذا عرفت الأسرة استعماله تكون وسيلة جيدة وان تكون لدى الاهل رقابة».
فضائح الانترنت
وعلى العموم، فإن قصص الفضائح ومشاكل الانترنت لاتنتهي، ومنها ما يسبب المعاناة ربما لشخص، وفي أحيان كثيرة إلى أسر باكملها. ومنها ما تذكره نورة سلطان: اخبرتني احدى صديقاتي ذات مره انها تعرفت إلى احد الشباب عن طريق الانترنت، وانها بعد فترة من العلاقة تبادلت معه الصور بسذاجة اعتقادا منها أنه يحبها، لكنه بعد فترة بدأ يبتزها بهذه الصور، ولاسيما انها صور عائلية وأخرى خاصة جدا. من جانبها، تضيف هيفاء رائد أن إحدى صديقاتها مرت بتجربة قاسية جدا بسبب الانترنت، وذلك عندما قام أحد الشباب بتركيب صورتها على جسد عارٍ، الأمر الذي سبب لها حرجا كبيرا، خصوصا وانه قام بإرسال الصورة على كل العناوين الانترنت التي يعرفها بعنوان «(...) عارية.
قصص وتجارب تتسبب بها غرف الانترنت المظلمة، والتي تبقى مظلمة مالم يقتحمها مصباح الادراك بحجم المخاطر التي يمكن ان تسببها هذه الغرف وخطرها على سمعة الابناء.
منقول للفائدة
انتضر ردودكم