" لماذا تخريب البقيع "
الذين هدموا بقاع البقيع وسائر البقاع المباركة لم يفعلوها إلا بالسيف من دون أي منطق عقلائي، وهذا خلاف سيرة جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة الصالحين(عليهم السلام).
إنك تجد نوحاً(عليه السلام) لم يحارب بالسيف، وهكذا ابراهيم(عليه السلام) ، وهكذا موسى (عليه السلام) وعيسى(عليه السلام) ، ومن بعدهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
نعم إنما حمل (صلى الله عليه وآله وسلم)السيف دفاعاً وذلك عندما حمل المشركون السيف ضده، فدافع عن الإسلام ضد المحاربين الذين أرادوا اجتثاث الإسلام والمسلمين بالسيف، وأمير المؤمنين علي(عليه السلام) حارب الذين حاربوه وعندما ظفر عفى عنهم.
وباقي الأئمة الطاهرين(عليهم السلام) لم يستعملوا السيف إطلاقاً إلاّ الإمام الحسن(عليه السلام) والإمام الحسين(عليه السلام) في الدفاع كما ثبت ذلك في التاريخ.
ولو كانوا يستعملون السيف لم يكن لهم ذكر حسن، كما ذهب فرعون ونمرود وهيرودس وأبو جهل ومن أشبههم أدراج الرياح.
إن المنطق هو الذي يصلح للبقاء، وإلا فصاحب السيف يسقط حين يسقط سيفه، والسيف مؤقت جداً.
وبقاء القبور المباركة مهدومة دليل على أنه لازال السيف بيد الهادمين إلى الآن ولكن عندما يسقط السيف من أيديهم، ستجد المسلمين جميعاً في نفس اليوم آخذين في البناء.
وقد ورد في زيارة الإمام الحسين(عليه السلام): (وفي قلب من يهواك قبرك).
هذا بالنسبة إلى القبور الطاهرة، أما الكتب الكثيرة الثمينة المخطوطة التي أذهبوها بالإحراق ونحو ذلك فلا يمكن إعادتها حتى بعد اسقاط السيف من أيديهم.
وهكذا الكثير من آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتراث الإسلامي كـ(باب خيبر) الذي قلعه أمير المؤمنين علي(عليه السلام) ، وقد كان الباب موجوداً إلى قبل تسلطهم على هذه البلاد الطاهرة.
أدلة العقل في الأزمان باقيــة وليس يذهب إلاّ السيف والحجر
إن هارون والمتوكل ومن إليهما أعملوا كل ما لديهم من سلاح ومال لهدم قبة الحسين (عليه السلام) لكنهم ذهبوا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، والقبة النوراء باقية بأجلى مظاهرها وستبقى إلى يوم يبعثون.
"خطورة مشروع هدم الآثار "
إزالة العشرات من آثار رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الأطهار(عليهم السلام) وأصحابه الكرام باسم توسيع مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر غير عقلائي وغير شرعي،بل تضييع للتراث الإسلامي والتاريخي.
فإن لتلك الآثار دلالات للبشرية ومقومات للهداية ، بالإضافة إلى أنها من أحسن الذكريات لا الذكرى فقط .. والدنيا بأجمعها تحتفظ بالآثار بكل أنواعها، حيث أن العقل والعرف يدلان على حفظها، ولا يكون ذلك خلاف الشرع الذي يصرح بالمرور في ديارهم والنظر إلى آثارهم، وقد قال القرآن الحكيم: (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل).
وقال تعالى: (وإنها لبسبيل مقيم).
فان حفظ آثار العذاب عبرة فكيف بآثار الصالحين.. وكيف بالنبي العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) والأصحاب المكرمين، وهكذا بالنسبة إلى المؤمنات الطاهرات.
ومن هنا حفظ عقلاء العالم أهرام مصر، وان كان فيه نوع من إحياء الآثار الفرعونية.
وحفظوا موضع عبور موسى البحر، ومحل إحراق إبراهيم(عليه السلام)، ومسجد أصحاب الكهف، وغار حراء، وغار ثور، وغيرها.
هذا بالاضافة إلى وجود المعنوية في تلك الأماكن، كيف لا وقد قال سبحانه: (فقبضت قبضة من أثر الرسول).
فإن كان تراب حافر فرس جبرئيل له ذلك الأثر الخارق الذي سبب الخوار في العجل الجسد، أفلا يكون لتلك الآثار الكثيرة البركات العظيمة؟.
إن لريح ثوب يوسف(عليه السلام) ـ كما أشار إليه القرآن الحكيم ـ وقميصه الذي ارتد أبوه بصيراً بسببه.. تلك الآثار، فكيف لا تكون للأماكن المقدسة في المدينة المنورة الآثار العظيمة.
لقد حفظها المسلمون لينالوا من كرامتها.. وكيف لا تكون البركات الكثيرة لجنة البقيع الغرقد وقد تضمن جسد عدد من الأئمة المعصومين(عليه السلام) وأولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجاته وأصحابه!.
إن للآثار واقعيةً، وللذكرى أثراً حقيقياً وإنْ لم يقترن بأثر مادي، فالواجب الاهتمام بكل ذلك حتى يأذن الله بإعادتها وما هو عليه بعزيز.
" هكذا كُتب"
1-موقع يازهراء
نسـيمٌ هـبَّ فـي عطرٍ كما يأتـي الربـيعُ
بـأزهارٍ لـهـا عطـرٌ إذا ذُكِـرَ البـَقيـعُ
إن هدم قبور الأئمة الأطهار من آل بيت الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، هو هتك لحرمات الله تعالى، وتعدّ صارخ على شعائر الاسلام، وعمل إجرامي بحق الامة الاسلامية، ولا ينمّ إلا عن مدى تجذر العداء البغيض و الحسد والحقد الأسود في قلوب المنافقين وأعداء الله تعالى تجاه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله واهل البيت سلام الله عليهم. حيث ما بَرحوا يبحثون في القضاء على أي معلم من معالم الاسلام العظيم أو شعيرة من شعائر الله عزوجل، ولكن أنّى لهم و تبّت أيديهم، فقد فضحوا وخزيوا في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب مهين.
ونحن إذ نستنكر ونشجب هذا الإعتداء الغاشم والمؤلم للقلوب الحيّة، نرجوا من المسلمين جميعاً ومن محبّي آل بيت الرسالة أن يهبّوا للمطالبة بإعادة ترميمها وبناءها بما يناسب ومقام الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ومقام اهل البيت سلام الله عليهم أجمعين.
ولا يضيع الله أجر المحسنين .
"جنة البقيع قبل الهدم"
![]()
" مراقد أئمة أهل البيت كما هي الآن "
![]()
مرقد مولاتنا الجليلة " خديجة بنت خويلد "
![]()
" مرقد سيدي ومولاي الإمام بن الإمام " علي بن الحسين "
![]()
2- موقع آية الله السيد الشيرازي قدس سره .
![]()





رد مع اقتباس