اسطورتي...... الغريب أنك رجعت معي ولم يرك أحد إلا عيون قلبي , ورغم ذلك أتألم .. وربما لهذا السبب أتألم , لأنه يخيل إلي أحيانا أنك لست معي . لا تؤاخذينني فربما كنت أهذي , وربما أكون الآن في حالة غريبة لا تسمح لي بأي شيء غير الهذيان , وهي حالة تنتابني من حين لآخر منذ رحيلك , فتتعطل جميع مداركي وأنصرف عن أبحاثي وتأملاتي وأشعاري , وأغرق في بؤرة صغيرة متناهية في الصغر , كالنجمة البعيدة الغارقة في أعماق السماء وظلام الكون , فلا أرى شيئا سواها , وسرعان ما تأخذ في الاتساع والامتداد حتى تغطي الأفق من أمامي ومن خلفي .
هذه البؤرة هي أنتِ يا حبيبتي , وهذه هي المعضلة الكبرى في حياتي . وهي تنتمي إلى المعضلات التي لا علاج لها , مثل بعض الأدواء التي لا دواء لها , بل هناك مسكنات تخفف الألم حتى يلقى صاحبه وجه الكريم .
هل أبدو لك أنني متشائم ؟! .. كلا , لست كذلك , فمن يعرفك يوما أو ساعة أو لحظة تفر هذه الكلمة من قاموس حياته , فكيف بمن عمره مرتبط بك ومقيد بعالمك , بروحك , بذكرياتك ؟! ..
لم أصدق يوما أنكِ رحلتِ , فالأساطير لا ترحل عن دنيا البشر , وأنت أسطورتي الخالدة .
الآن أريد أن أتحرر من قيودك بينما روحي تريد بقوة أن تطير إليك . أرأيت : أريد أن أتحرر منك لكي أتقيد بك مرة أخرى ؟! .. فلماذا هذا العناء ؟! ولماذا كان الرحيل أصلا ؟! لم لا تبقين بجواري على طول المدى ؟! .
صرت أتساءل كثيرا , بل صارت حياتي كلها تساؤلات وانتظار وترقب لشيء مجهول . كنت في السابق أظن نفسي حكيما وفيلسوفا وكنت مغرورا لأنك كنت بجانبي تقفين معي وتشدين على أعصابي ورباط أحلامي , أما اليوم فأنا وحيد وغريب وعلى حافة الأمل ! .
اكتشفت حالا سبب حالتي .. فاليوم ذكرى ميلاد حب كبير لم يشهد الكون له مثيلا , وبدلا من أن تضاء الشموع خشعت أصوات الدموع !! .