عبثا اليكم اتكلم بعد ما ذاب بين اناملي القلم

كنت يوما ما في بيتي وسمعت صوتا ضننت انهم الاصحاب


اهممت وحملت نفسي لافتح الباب


رايت رجلا عجوزا مثقولا بالاوجاع وعلى جبينه اثار التراب


يناظرني بكل حنان ونكسار وتخاطبني عينيه


انظر ماذا فعلت بي الاقدار


دموعه على اطراف الاجفان مالت به جراح الزمان


لوهلة اراد الانحناء مسكته بيدي وقلت له تعال الي


اقترب مني بهدوء وقال لا تمسني بسؤ


اجلسته قربي وسألته من انت يا عماه


قال انا ملك الملوك انا امير الامراء


انا سيد هذه الارض بما فيها من زرع وماء


انا مهد الحضارات انا مصنع الرجال


انا مهبط الشمس ورمز الكرامة والكبرياء


انا سر البحور انا بلد الطيور


انا ابا الجهاد انا ارض السواد


انا من دارت عليه الايام واصبح خادمي في قائمة الاسياد


انا العراق


الله اكبر يا عراق


بكيت حتى لاح بدمعي الشيب


اختفى عني العراق بلمح البصر واصبح جزءا من شتات القدر


ناديت عليه باعلى صوتي اين انت يا وطني


ارجع لي يا منارة العضماء اين ابعدت احضانك عني


خذني اليك يا ابا الاوطان فداك امي وابي


اين انت يا رافع الهمم يا نار على علم


اين انت يا بيت الاسود يا عطر الورود


يا دجلة العروبة ويافرات الالم


يامهبط الانبياء يا مزار الشرفاء


يا حافظا للدنيا الشرف والاطمانان والقيم


ذهب مع الريح وطني الجريح