الأمم المتحدة تقول ان السياسيين العراقيين يهدرون المكاسب الأمنية
منتديات الفرات قال مبعوث الأمم المتحدة في بغداد امس السبت ان زعماء العراق لم يفعلوا ما يكفي لمجاراة المكاسب الأمنية من خلال تحقيق تقدم سياسي وتوفير خدمات أساسية أفضل.

وقال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا انه رغم حدوث زيادة في أعمال العنف في الأشهر الأخيرة فان الأمن أفضل بكثير مقارنة بالفترة التي اقترب فيها العراق من الانزلاق الى حرب أهلية طائفية شاملة بعد تفجير مزار شيعي في عام 2006



وقال في مؤتمر صحفي لنشر أحدث تقرير للامم المتحدة بشأن حقوق الانسان في العراق "رغم هذه الزيادة في الأعمال المرعبة مازال هناك قدر كبير من التحسن مقارنة مع الماضي يجب ان يتم تفسيره من جانبنا جميعا ومن جانب الزعماء السياسيين العراقيين على انه يمثل فرصة
واضاف "والفرصة لا تدوم طويلا."
وتراجعت الهجمات في انحاء العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران الماضي عندما اكتمل نشر قوات اضافية أمريكية قوامها 30 الف جندي.
وقال مسؤولون أمريكيون وعراقيون ان نمو وحدات فرق مجالس الصحوة ووقف اطلاق النار الذي امر به رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ميليشيا جيش المهدي التابعة له أسهم أيضا في المكاسب الأمنية.
ومثل واشنطن قال دي ميستورا ان تحسن الامن اعطى للزعماء العراقيين الفرصة لتحقيق تقدم سياسي بشأن الاجراءات لتشجيع المصالحة بين الغالبية الشيعية والاقلية السنية.
وقال "حدث بعض التحسن ... لكن هذا لا يكفي" مضيفا ان المسؤولين الامريكيين يشتركون معه في مشاعر القلق.
وقال دي ميستورا ان العراقيين يتساءلون عن السبب في انه مازال هناك انقطاع للكهرباء على فترات والنقص في المياه النقية والصرف الصحي رغم تراجع الهجمات.
وحقق العراق بعض التقدم بشأن تشريعات المصالحة حيث أقر البرلمان في الشهر الماضي ميزانية عام 2008 وقانون عفو يقضي بالافراج عن الاف السجناء السنة من السجون العراقية والقانون الخاص بسلطة المحليات.
لكن قانون سلطة المحليات أُعيد الى البرلمان لمراجعته ومازال أعضاء البرلمان في طريق مسدود بشأن قانون اقتسام الثروة النفطية ومشروع قانون يسمح للاعضاء السابقين في حزب البعث بالعودة الى وظائف الحكومة.
وأدى انسحاب عدة فصائل رئيسية من البرلمان في العام الماضي من بينها أكبر كتلة سنية وأعضاء موالون للتيار الصدري الى عرقلة قدرة الحكومة التي يتزعمها الشيعة على تمرير قوانين.
ويغطي تقرير الامم المتحدة الذي صدر يوم السبت فترة الستة اشهر حتى 31 ديسمبر كانون الاول.
وقال انه حدث تراجع ملحوظ في الهجمات العنيفة في الاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2007 . لكن المسؤولين بالجيش الامريكي والحكومة العراقية القوا باللوم في عدة تفجيرات كبيرة في الشهرين الماضيين على تنظيم القاعدة.
وفي السابع من مارس اذار قتلت هجمات منسقة في وسط بغداد 68 شخصا. وفي الشهر الماضي قتل مهاجمون اناث 99 شخصا في سوقين مزدحمين في بغداد.
وقال دي ميستورا ان تلك الانفجارات فشلت في اثارة ذلك النوع من الهجمات الطائفية الانتقامية القاتلة التي اعقبت تفجير مزار شيعي في سامراء عام 2006 .
وقال دي ميستورا "هناك شعور بالتعب بين العراقيين وبأن العنف لم يثمر عن شيء سوى العنف."
وسلط التقرير الضوء على قلق الامم المتحدة بشأن المدنيين الذين قتلوا في هجمات جوية وغارات شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق واعمال القتل من جانب شركات الامن الخاصة.
وقال التقرير ان الامم المتحدة تشعر بالقلق ايضا بشأن العدد الكبير من الاحداث المحتجزين في السجون العراقية والعنف ضد النساء في العراق وخاصة جرائم "القتل المتعلقة بالشرف".