منتديات الفرات
أسباب الحزن في حياتنا الدنيا لاتسعها المجلدات‏..‏ وغير المؤمن أو المؤمن الذي هو في حقيقة أمره قليل الايمان‏,‏ لايتقبل الصدمة ولايدع الحزن يغادره‏,‏ بل يظل يجتره ويسترجعه‏..‏ وهذا أمر قاتل‏.‏ اذ يفتك بصاحبه نفسيا وعصبيا‏..‏ ويتركه فريسة الأمراض التي تتسبب فيها مثل هذه الهزات النفسية والعصبية‏.‏
أما المؤمن صادق الايمان فالأمر معه مختلف‏..‏ فهو يتقبل مايجري عليه بصدر رحب‏,‏ دون أن ينهار ودون أن تهبط معنوياته الي الحضيض أو مادون الحضيض بقليل‏(!)‏
ولذلك أسباب كثيرة نأتي علي بعضها فيما يلي‏:‏
‏*‏ المؤمن يكل أمره الي الله‏..‏ ويؤمن أن لله ماأعطي ولله ماأخذ‏..‏ وأن أنعم الله ودائع مستردة أو هي قابلة للاسترداد في أي وقت وبلا سابق انذار‏..‏ فاذا أعطانا الله شيئا ثم استرده منا فلا ينبغي أن نحتج أو نتذمر أو نسخط علي أقدرانا‏..‏ وحاشا لله من كل ذلك‏..‏ العمر نفسه قابل للاسترداد في أي وقت‏..‏
‏*‏ المؤمن يعلم أنه سيبتلي ليختبر‏..‏ وهذا ـ كما قلت وأقول دائما ـ هو سبب وجودنا علي ظهر الأرض لفترة اختبار محدودة في عمر الزمن‏..‏ فاذا جزعنا ولم نحسن تلقي الصدمة‏..‏ بأن نسلم الأمر لله ونتقبل مايجريه علينا من أحداث كنا من الراسبين في الاختبار‏.‏
‏*‏ المؤمن يعلم أيضا أنه اذا أحسن تقبل الصدمة وصبر عليها واحتسبها عند الله فقد فاز
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {انما الصبر عند الصدمة الأولي}‏(‏صحيح البخاري‏)‏ وماله ألا يصبر وقد وعد الله الصابرين بالجنة قال الله تعالى{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }(‏ فصلت‏35),‏الأزمات والصدمات اذا لم يتعامل معها المرء بحكمة ويجتازها بثبات‏,‏تحطم نفسيا وجسديا‏..‏ لو أن هذا الفتي قد تقبل الأمر الواقع ومرره‏,‏ لما حلت به هذه الكارثة المقيتة‏,‏ والتي لن تغادره أبدا‏..‏
صحة الانسان النفسية والجسدية يجب أن تكون أغلي عنده من أي شيء آخر‏..‏ والمحافظة عليها بالايمان هو أمضي الأسلحة ضد النكبات وأقوي الدروع ضد الصدمات التي يحتمل أن يواجهها الانسان في مراحل حياته المختلفة‏..‏
أدري أن المصيبة قد تكون فادحة والخطب جللا‏..‏ ولكن ماذا يفيد أن نضيف الي الهم الذي حل بنا هما من عندنا؟‏!‏ انه سيزيد الأمر تعقيدا‏..‏ ثم إذا نظرنا الي بعيد‏..‏ أفليست الجنة عائدا مجزيا اذا صبرنا علي ماحل بنا؟‏!,‏ قال الله تعالى {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}(‏القصص‏80)