ويمر تساؤل على فكرى
ويردد قلبى السؤال
هل سأرى حبيبي قريبا ؟
فقد إشتقتُ لهُ كثيراً
أعود بِظهري إلى جِدار الشرفة
و تجتاحني برودة جامدة
وأود أن أُعانق السحاب
فى أعلى السماء
أسمع البحر
أسمع موجه
و صوت نوارسه
وَ مراكبه الصغيرة !!
وَ أسمع قلبي
يخفق بهدوء و رتابة
أُفكر فيه
و أعد الأيام
وَكأنها أعوام
على أصابِع يدي
فينثر الأسى
رماده على القلب
آآآآآآآآآآآآآآه
كل هذه الأيام ولم أرآه ؟
يالقسوته ولقسوة الأقدار !!
تُرى
أين أراه ؟
يخفق طير ِبجناحه عابراً شرفتي
المعلقة على ضفة البحر
طير وحيد مثلي
و مثل قلبي المضني
يجيئ من حيث لا أحد
ويسافرإلى حيث لا أحد !!
لا عش
ولا إلف
وَ لا عصافير صغار
تحدوه أشواقه إليهم
وحيد حد
الذبول !!
هلْ ذبل كُل شئ ؟
أجل
حتى القلب
ذبلت حقوله المروية
بماء الياسمين
ولم يبق فيه غير
الرماد
وَ الوحشة المستبدة
وأذهب مسرعة نحو أبي مرة أخرى
" أبي "
كيفَ جاء البحر ؟!
ويردد :
من دموع الحزاني المتعبين
دمعة إثر دمعة
إثر دمعة
وكان البحر بهيا
ومالحاً
وجباراً !!
أرنو إلى البحر الساكن
يظلله الغيم
و أسمع حفيف شجيرات قريبة
ورائحة مالحة
تملأُ أنفي
حبيبي
أتعلم أني أحبك ؟
حبيبي
أتسمعُني !!
إنني أتحدث إليك
فأنصت لي
وإني خبأتك
في قلبي فقط
كي تبقى
كما رأتك عيناي
لأول مرة
النظرة المستهامة
والكلمة الولهى
وَ الهمسة الحانية ؟!
قُل لي :
ماذا خبأت لي
في قلبك ؟
هل خبأتني .. ؟
أقترِب من سور الشرفة
وأتطلع إلى الشارِع العريض
تمرني نسمة ندية مالحة
ويملأُ أنفي عبق ما
وأغمض عيني
وَأحلم
أحلم
أحلم
احلم
أن أفتحها
فأراك
باسم كأول مرة
وقريباً كما
كنتَ دائماً
أحلم
وماذا غير الحلم
يجمعني بك َ ؟
نسيت
أشياء كثيرة
وتناستني
أشياء أكثر
وفي آخر الأمر
كانت نهايتي
بحرماني من قربك !!!