على غرار هدف أسطورة كرة القدم الارجنتيني دييجو مارادونا في مرمى المنتخب الانجليزي لكرة القدم خلال مباراة الفريقين في كأس العالم 1986 وصفت الصحف الغانية الصادرة اليوم الاثنين الهدف الذي سجله الغاني علي سولاي مونتاري في شباك المنتخب الغيني في المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الافريقية 2008 المقامة حاليا في غانا بأنه صناعة "إلهية".
لم يصدق الكثيرون في غانا أن هذا الهدف سيأتي بعد الفرص التي أضاعها النجوم السوداء على مدار المباراة والندية والحماس التي لعب بها المنتخب الغيني لدرجة أن معظم المتابعين للقاء وأكثر المتفائلين لم يكن يتصور أن يخطف المنتخب الغاني الهدف القاتل في هذا التوقيت.
ولكن ستاد أوهين ديان في العاصمة الغانية أكرا كان مسرحا لمعجزة حقيقية عندما سجل مونتاري لاعب خط وسط بورتسموث الانجليزي هذا الهدف الذي وصف بأنه هدف معتمد بتوقيع هذا النجم الشهير الذي تألق في الماضي مع فريق أودينيزي الايطالي.
ولم تتردد صحيفة "ديلي جرافيك" أكثر الصحف انتشارا ومبيعا منذ عام 1950 في وصف هذه التسديدة بأنها "تريد مارك" أو ماركة مسجلة لهذا النجم الخطير الذي أنقذ النجوم السوداء من مفاجأة سخيفة في افتتاح البطولة.
ولكن نفس الصحيفة أسرفت بشدة في الوصف وذكرت أنه أحيانا يعتقد البعض بأن "الرب غانيا" وذلك بعد الهدف الذي سجله مونتاري وأشارت إلى أن من سجل الهدف هو "يد الرب الخفية" لينقذ أصحاب الارض من صدمة حقيقية في بداية مشوارهم بالبطولة.
كما وصفت الصحيفة اللاعب بانه "المنقذ" للنجوم السوداء لانه حقق للفريق فوزا كان في أمس الحاجة إليه.
وكان الشوط الاول من المباراة قد انتهى بالتعادل السلبي ثم تقدم المنتخب الغاني بهدف سجله اسامواه جيان في الدقيقة 55 من ضربة جزاء لكن سرعان ما حقق ولكن فرحة المنتخب الغاني لم تدم أكثر من عشر دقائق حيث سجل عمر كالباني هدف التعادل للمنتخب الغيني في الدقيقة 65 ليضع أصحاب الارض في موقف حرج.
وانتظر المنتخب الغاني طويلا حتى جاء الانقاذ بتسديدة مونتاري في الدقيقة قبل الاخيرة بعدما اعتقد الجميع أن الفريق الغاني سيخرج بنتيجة التعادل ليضيف إلى نتيجة سيئة أخرى إلى سجل نتائجه في البطولات الافريقية الاخيرة.
والحقيقة أن المنتخب الغاني أفلت من صدمة جديدة أو مفاجئة حزينة مثل التي عانى منها سابقا في المباريات الافتتاحية للبطولات التي يخوضها على أرضه.
وكانت المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أفريقيا عام 1963 قد شهدت سقوط المنتخب الغاني في فخ التعادل 1/1 مع نظيره التونسي ورغم ذلك نجح المنتخب الغاني في تجاوز هذه الأزمة وعبر إلى المباراة النهائية ليفوز على السودان 3/ صفر ويحرز اللقب الاول له في مسيرته مع البطولات الافريقية قبل أن يتوج باللقب التالي عام 1965 في تونس.
أما المرة التالية التي استضافت فيها غانا البطولة فكانت عام 1978 وحقق المنتخب الغاني فوزا صعبا 2/1 على نظيره الزامبي في المباراة الافتتاحية قبل أن يتوج الفريق في النهاية باللقب الثالث في تاريخه اثر فوزه في النهائي على أوغندا 2/ صفر.
لكن البطولة التي جرت في غانا ونيجيريا عام 2000 بالتنظيم المشترك شهدت عودة المنتخب الغاني إلى سقطاته في المباريات الافتتاحية فتعادل الفريق 1/1 مع نظيره الكاميروني الذي توج فيما بعد بلقب البطولة بينما خرج المنتخب الغاني مبكرا من الدور الثاني.
وكذلك سقط المنتخب الغاني في مباراته الاولى بكأس العالم 2006 بألمانيا أمام المنتخب الايطالي الذي توج باللقب فيما بعد ولم يلحق المنتخب الغاني الذي شارك في البطولة للمرة الاولى بقافلة المتأهلين إلى دور الثمانية إلا بعد أن حقق الفوز على نظيريه التشيكي والامريكي ولذلك تولدت لدى مشجعي النجوم السوداء عقدة حقيقية من المباريات الافتتاحية.
ولكن مونتاري أنقذ الفريق أمس من تجدد أو تضخم هذه العقدة بتسجيل هدف الفوز الثمين الذي اقترب بالفعل بالمنتخب الغاني من دور الثمانية حيث تخطى الفريق أصعب اختباراته في المجموعة الاولى التي تمثل بلا شك أسهل مجموعات الدور الاول في البطولة الحالية.
وما يزيد من حجم هذا الفوز وأهمية هدف مونتاري أن المنتخب الغاني يشارك في هذه البطولة تحت شعار "أكون أو لا أكون" بعد فشل الفريق في تحقيق أي إنجاز في البطولة منذ فترة طويلة حيث يعود تاريخ آخر لقب سجله النجوم السوداء إلى عام 1982 في ليبيا.
وخرج الفريق من الدور الثاني (دور الثمانية) في بطولتي 2000 و2002 بينما فشل في التأهل للنهائيات في عام 2004 بتونس وخرج من الدور الاول في البطولة الماضية التي جرت في مصر عام 2006 .
وبالطبع سيكون الفوز في مباراة الامس دافعا قويا للفريق في مشواره بالبطولة الحالية.