اذا كنت شيعي فاكبس 1 واذا كنت سني اكبس 2
اذا كنت في يوم تذهب الى بريطانيا وتنزل ضيفا على فندق وستر، وتطلب من موظفة الاستقبال أن توقظك صباحا في ساعة معينة. وفي الساعة المعينة يرن التلفون. ارفع السماعة فتسمع صوت رقيق «هلو حبيبي مستر ـ ـ ـ ـ ، آسفة على ازعاجك، ولكن هذا هو الوقت الذي طلبت. اتمنى لك نهارا جميلا تقضيه مع امرأة جميلة». .
ولكن ان ذهبت الى لألمانيا، وفعلت نفس الشيء. وطلبت من الاستقبال ان توقظك في الساعة الثامنة. وبالدقة المعروفة عن الألمان يرن التلفون في الساعة الثامنة بالضبط. رفعت السماعة، ولكن لم تسمع صوت الموظفة في تغنجها. بدلا من ذلك تسمع موسيقى عذبة، قطعة آين كلاينر ناخت لموتزارت. كان شيئا جميلا طربت له وارتحت. فهذه المانيا، بلد بتهوفن وباخ. يوقظونك بالموسيقى. وأنعم بها.
وان ذهبت الى ايطاليا. وطلبت نفس الشيء، ورن التلفون بنفس الوقت المطلوب صباحا. ولكن لم تسمع صوت امرأة ولا موسيقى وانما صفير ماصولة، طوط.. طوط.. طوط. إنها طريقة الايطاليين الضوضائية في إفاقة النائمين.
وان ذهبت الى فرنسا.و طلبت نفس الشيء من الاستقبال، ورن التلفون في الوقت المطلوب صباحا. رفعت السماعة، ولكنك لم تسمع صوت امرأة ولا موسيقى ولا ماصولة. لم تسمع اي شيء مطلقا. لان هذه فرنسا، بلد العقل والعقلانية، بلد فولتير وجان جاك روسو. اذا كنت قد رفعت السماعة، فمعناه انك قد استيقضت. واذا كنت قد استيقظت فما الداعي للكلام أو الموسيقى أو الماصولة؟ هكذا يقتضي العقل. وبالفعل تستيقض وتتناول فطورك بدون أي قيل وقال. هذه فرنسا وليس العراق او لبنان او اي بلد عربي لا يجري فيه شيء بدون مليون قيل وقال. ولكنني شعرت بالحسرة على ايام الخير، عندما كانت تجري الامور بشكل انساني. في هذه الايام، تهاتف مؤسسة فلا تحصل على غير جواب آلي مسجل. اذا كنت راغبا في كذا فاكبس1 واذا كانت لك شكوى فاكبس2 واذا تريد معلومات فاكبس 3 واذا.. وتستمر الآلة من دون ان تستطيع الرد عليها. وسمعت مؤخرا عن مؤسسة عراقية برمجت جوابها بهذا الشكل: اذا كنت شيعيا فاكبس1 واذا كنت سنيا فاكبس2، واذا كنت مستعدا لدفع رشوة فاكبس3 واذا كنت تحمل توصية مرجعية فاكبس 4.