حكومة المالكى على حافة الانهيار
بغداد- العرب أونلاين- وكالات: يتجمع تيار جديد فى بغداد لاسقاط حكومة نورى المالكي، وبالرغم من معارضة الولايات المتحدة لتغيير الحكومة، كما تقول مصادر صحفية أمريكية ، فإن مسؤولين أميركيين كبار فى العاصمة العراقية يقولون " ان حكومة المالكى تقف على حافة ما بين الانهيار و التعزيز " ميدانيا أعلن الجيش الأميركى فى العراق أن تسعة من جنوده قتلوا وأصيب ستة آخرون فى هجومين منفصلين بشمال العراق.
ويأتى الدفع الجديد ضد المالكى من القادة الاكراد، الذين تقول مصادر اميركية وعراقية انهم ارسلوا له انذارا نهائيا فى نهاية شهر كانون الاول الماضى .
وقال مسؤول كردي" ان الرسالة كانت واضحة فى القول نحن قلقون بشأن اتجاه السياسات فى بغداد ".
وتقول المصادر بان الاكراد منزعجون لان المالكى لم ينفذ وعوده التى قدمها لهم فى الصيف الماضي، حينما كان يحاول تفادى محاولة مبكرة للعصيان ضده.
وقد تعهد المالكى فى حينها بان حكومته ستمرر قانون النفط وقانون السلطات الاقليمية، وبانه سيجرى الاستفتاء حول مستقبل كركوك، ولم يتحقق ايا من هذه الوعود، الامر الذى اغضب الاكراد .
وتكشف المصادر، ان البرزانى وافق على دعم المالكى فى الصيف الماضى بعد اتصال هاتفى من الرئيس بوش .
والان لان البرزانى يتطاير بسبب الهجمات التركية عبر الحدود فى الشهر الماضى وتأجيل موضوع كركوك ، فانه يتأهب للالتفاف على المالكى .
وتكشف المصادر ايضا ان السفير الاميركى فى بغداد رايان كروكر اجتمع بعد عيد الميلاد فى كردستان مع البرزانى وجلال طالباني، وقال كروكر بان رسالته للاكراد كانت :" نحن نعتقد بان كل واحد يجب ان يضع التأكيدات لجعل الحكومة اكثر فعالية، وليس تغيير الحكومة ".
ويرى محللو الاخبار ان القادة الاكراد يمارسون اسلوب توزيع الادوار فى الضغط على المالكى ، اذ تشير المعلومات المتوافرة ان نيجرفان البارزانى رئيس حكومة اقليم كردستان شكا للمرجع الاعلى السيستانى مما اسماه عدم ايفاء المالكى بالتزامات يقال انه قطعها للقادة الكرد، وبحسب المعلومات فقد أكد نيجرفان للمرجع الشيعى الاعلى ان القادة وصلوا الى استنتاج محوره انهم غير قادرين من التعاون مع شخص المالكى وانهم يسعون لاستبداله بشخص اخر ويطمحون ان يكون هذا الشخص عادل عبد المهدى .
وبحسب قيادى كردي، ان القادة الاكراد يمارسون الضغط السياسى على المالكى لكنهم يدركون مسبقا انه ليس مرغوبا الاطاحة بحكومته او تغيير رئيسها لاسيما بهذا التوقيت .
ومعلوم ان المسؤولين الاميركيين ينصحون بعدم ازاحة المالكي، فانهم يوافقون بان رئيس الوزراء يجب ان يحكم بفعالية اكثر وبشكل شامل فى الاشهر المقبلة – او يواجه " الانهيار" الذى وصف من قبل مسؤول اميركى كبير :" بوضوح هناك شعور بين الاكراد والسنة والشيعة بان الحكومة لا تعمل ما يفترض ان تقوم به".
واوضح " انها تحتاج الى السرعة اكثر ".
ويرى الاميركيون ان العقبة الاكبر لازاحة المالكى هو المرجع الشيعى الاعلى اية الله العظمى على السيستاني، الذى يقال انه احبط بالاداء الضعيف للمالكي، ولكنه ايضاً قلق من انقسام التحالف الشيعي.
وقال احد القادة العراقيين الكبار للواشنطن بوست :" قيادة السيستانى فى النجف غير سعيدة ". لكن مسؤولا اميركيا كبيرا قال بانه " متأكد " بان السيستانى لم يبارك بعد اى تغيير فى الحكومة .
وبالرغم من ان المسؤولين فى ادارة بوش يشاركون فى الاحباط العراقى بالمالكي، فانهم يتخوفون بان تغيير النظام سوف يضيف تأخيرا وعدم ثقة للمشهد السياسى المضطرب حاليا فى بغداد.
وابدى مسؤول اميركى كبير اخر قلقه من الوقت سيتطلبه التغيير الجديد، والوقت سيتطلبه تشكيل الحكومة الجديدة.
وبدلا من رمى المالكي، فان الادارة الاميركية تأمل بالعمل حوله، من خلال العمل بائتلاف يعرف " بالثلاثة زائدا واحد " وهذه المجموعة تتضمن بالاضافة الى المالكي، الرئيس طالبانى ونوابه مهدى وطارق الهاشمى .وقال المسؤول الاميركى الكبير الثانى :" رسالتنا الى المالكى بانك لاتستطيع ان تحكم لوحدك.. يجب ان تحكم كجزء من مجموعة".
وبدفع من ائتلاف هذه الحكومة ، يأمل كروكر – كما تقول الواشنطن بوست – بان البرلمان العراقى سيمرر قانون يسهل اجتثاث البعث فى وقت مبكر من نهاية هذا الاسبوع وقانون الميزانية فى منتصف هذا الشهر، وبالتالى يمكن كسر الورطة السياسية.
ميدانيا أعلن الجيش الأميركى فى العراق أن تسعة من جنوده قتلوا وأصيب ستة آخرون فى هجومين منفصلين بشمال العراق.
وذكر الجيش الأميركى فى بيان له أن ستة من جنوده قتلوا وأصيب أربعة آخرون فى انفجار بمنزل ملغم خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضد القاعدة فى ديالى شمال العاصمة بغداد الأربعاء.
واكتفى البيان بالقول ان "القنبلة اليدوية الصنع" انفجرت فيما كان الجنود ينفذون عملية.
وفى بيان آخر أعلن أن ثلاثة من جنوده لقوا حتفهم متأثرين بجروح أصيبوا بها فى هجوم خلال تنفيذ عمليات عسكرية بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد أول الثلاثاء.
وأضاف الجيش الأميركى أن جنديين أصيبا أيضا فى الهجوم.
وبذلك ترتفع حصيلة الخسائر البشرية فى صفوف القوات الأميركية العاملة بالعراق إلى 3921 قتيلا منذ الغزو الذى قادته واشنطن للإطاحة بالنظام السابق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين فى مارس/آذار 2003.
واعلن المسؤولون فى الجيش الاميركى الثلاثاء بدء عملية اميركية عراقية مشتركة ضد مقاتلي
تنظيم القاعدة فى العراق، تستهدف خصوصا ديالى والمحافظات الثلاث الاخرى فى شمال بغداد.