دعوة ليكون الله الحبيب هو فرحنا
بسم الله الذي هو فرح المحبين وسرور العاشقين
إن الدعوة التي ندعو بها الناس جميعاً في كل بقاع الأرض المعمورة بالبناء المادي والمهجورة بالبناء الروحي هي دعوة الفرح بالله ، بمعنى أننا نريد أن نقول للناس أن الدنيا لا تُعطي أسباباً حقيقية للفرح ، فكل ما تُعطيه هو وهم زائل ونعم مادية يُعكر صفوها بلاء من هنا أو هناك ، وكل ما تُعطيه الدنيا هي مكاسب مادية متدنية وتزول جميعها إما مع تغير الأحوال أو مع الموت والرحيل الى العالم الآخر ..
إذن ليس في الدنيا سبب حقيقي للفرح ولا في الدنيا مصدر حقيقي للسعادة ، ولا يأتي من الدنيا سرور حقيقي للقلب ، وكل صاحب حكمة ، وكل صاحب تجربة يعرف ذلك بعين الحكمة أو بذاكرة التجربة ، إذن فالطريق الى الفرح لا يكون من سُبل الدنيا بل الطريق الى الفرح من طريق واحد هو الله لا سواه ، فهو السبب الحقيقي للفرح ، وهو السبب الوحيد للفرح ، وهو مصدر السعادة الحقيقية ، وهو منبع السرور في قلب الإنسان ووجدانه ..
لأن القرب من الله الحبيب حبيبنا جميعاً هو الفرح الحقيقي ، ولأن الحب لله الحبيب حبيب الأنبياء والأولياء هو ينبوع السعادة ، ولأن رضا الله الحبيب حبيب مهديه هو منبع السرور الدائم في قلب الإنسان ، فمن أين يأتي الإنسان بفرح أو بسعادة أو بسرور إن لم يكن بقربٍ من المحبوب وحب للمحبوب ورضا من المحبوب ، فلنفهم جميعاً أن العالم اليوم يعيش في بؤس حقيقي أو فرح كاذب وهمي يخدع به نفسه ، وأن أحزان العالم عميقة في وجدانه ، وإنما يخفي أحزانه إما كذباً على النفس أو غروراً وتكبراً على الحقيقة ، أو جهلاً بذاته ، ولا فرح إلا بالله الحبيب ..
لذلك جاءت ثورة الحب تطرق أبواب أهل الأرض تقول لهم هيا قد بدأ زمن الفرح الحقيقي ، هيا تعالوا الى مائدة السعادة ، هيا أقبلوا الى ساحة السرور ، هيا مدوا أيديكم وخذوا الفرح وضعوه في قلوبكم ، وليبقى مدى الوجود لأن هذا هو الفرح الحقيقي ، هذا هو الفرح بقرب الله ، لأن زمن التقرب من الله المحبوب قد بدأ ، وهذا هو زمن السعادة في حب الله ، لأن زمن الحب الكبير لله الحبيب قد بدأ ، وهذا زمن السرور مع الله لأن زمن رضا الله قد بدأ ، وطريق رضا الله قد إتضح ، ومنهج الوصول الى رضا الله قد اُعلن على الأرض وها هو يطرق أبوابكم ..
أيها الناس أقبلوا على الفرح ، فمن يكره الفرح ، ومن يرفض الفرح ، ومن لا يريد الفرح ، هيا أقبلوا ، فهذا هو الفرح الحقيقي ، إنه الفرح مع الله ، وما أجمله ، فما أجمل أن تكون قريباً من المحبوب ، وما أجمل أن تكون محباً للمحبوب ، وما أجمل أن يكون المحبوب راضياً عنك ، حينها لن تستطيع الدنيا بأسرها وبكل ما فيها أن تسرق فرحك ، لأنها لن تستطيع أن تُفرق بينك وبين الله ، ومن يستطيع أن يُفرق بين المُحب والمحبوب ، فهذا زمن الفرح قد بدأ فأدخلوه بالحب ، ولا يُدخل إلا بالحب ، وأخلعوا عنكم كل أوهام الفرح التي خدعتم أنفسكم بها ، وأخلعوا عنكم كل أسباب الدنيا ، فأنتم تعلمون أنها لا تُعطي فرحاً ولا فرح إلا بحب المحبوب سبحانه .
ثورة الحب الإلهي جاءت تطرق أبواب أهل الأرض جميعاً لتدلهم على طريق الفرح الحقيقي ، وتخرجهم من بؤس الدنيا ومن أوهام الدنيا وتجعلهم في ساحة السعادة الحقيقية مع الله الذي هو سرور المحبين