صوب نحوه الجندي الأمريكي سلاحه فلم يكترث به
و نظر له شذراً و لسان حاله يقول
أنـا طفـلٌ عـراقِـيٌّ أسـيـرٌ= فَحَرِّرْنـي أيـا جُنْـدِيُّ مِـنِّـي
أَزِلْ عن خافقـي تحنـانَ أُمِّـي= وعطف أبي واختي ضَعْهُ عَنِّـي
ومن لُعَبٍ تنامُ علـى سريـري= وأصحـابٍ بحارتنـا أَجِـرْنِـي
أَجِرْنِي من ثرى وطني حبيبـي= ومن حُلْـمِ الطفولـةِ والتمنـي
و من قلمٍ رسمـتُ بِـهِ نخيـلاً= جميـلاً ، فوقـه طيـرٌ يُغَنِّـي
و من نهرٍ يشاركنـي عروقـي= وشمسٍ طالمـا نامـت بجفنـي
أَجِرْنِي مـن نجـومٍ سامرتنـي= و ألقت ضوءها الحاني بعينـي
و من هِـرٍ يقاسمنـي حليبـي= ويأكلُ من إناءِ الطهـي سمنـي
أما أبصرتَ يا جنـديُّ بؤسـي= أما أبصرتَ حين أتيـتَ حزنـي
لـذاك دَهَمْـتَ منزلَنـا مسـاءاً= لتمنَحَنِي .. بنصفِ الليل .. أمني
و عَزَّ عليكَ أنْ تلقـي صغيـراً= بـلا نـومٍ ، فجئـتَ بغيـر إِذْنِ
وفـي يُمنـاكَ رشـاشٌ كبيـرٌ= يُـوزِّعُ طلقـةً فـي كُـلِّ رُكْـنِ
كتبتَ على الرصاصةِ إسمَ أختي= وإسمَ أخي على الأخـرى بِفَـنِّ
و لم تنسَ الرضيعَ فَجِئْتَت تسعى= بِخَزٍّ .. كـي تُكَفِّنَـهُ .. وقُطْـنِ
عطوفٌ أنتَ قـد نـوَّرْتَ ليْلـي= بنيرانٍ تَصُبُّ المـوتَ ، تُفْنِـي
وأسكنتَ الجراحَ صميـمَ قلبـي= وبالغـاراتِ قـد شنَّفْـتَ أُذْنِـي
وجئتَ لكي تُحَرِّرَني ، فمرحـى= بسجـانٍ يُسَلِّمُـنـي لسجـنـي
يقـدِّمُ لـي حليبـاً أو رغيـفـاً= مُسَمَّمَـةً لكـي يرتـاح مِنِّـي
سأفني ..رُبَّمـا .. لكـن بِعِـزٍّ= ولـن أحيـا بِـذُلٍّ أو تَـدَنِّـي
لأني ..حيـن تقتلنـي.. شهيـدٌ= أُجازي بعـد موتِـي دارَ عَـدْنِ
وإنَّـكَ لـن تـرى إلا جحيمـا ً= بأمْـرِ اللهِ ، جَـرَّاءَ التجـنِّـي