قال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي امس ان تركيا تريد من العراق تسليم كل اعضاء حزب العمال الكردستاني الانفصالي المتمركزين في شمال العراق. وقال جيجك ايضا ان القوات الجوية التركية قصفت اهدافا في شمال العراق لكن لم يكن هناك توغل بري شامل. وكان جيجك يتحدث في مقابلة تلفزيونية فيما اجتمع مسؤولون عراقيون وامريكيون واتراك في انقرة لمحاولة إثناء تركيا عن القيام بتوغل في شمال العراق
لمواجهة المتمردين. وقال جيجك «كل واحد هناك (أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق) مذنب. انهم مجرمون على الاقل لانهم اعضاء في منظمة ارهابية«. وأضاف «نريد تسلميهم جميعا«. مشيرا الى ان انقرة سلمت العراق قائمة باسماء متمردي حزب العمال الكردستاني. لكن الحكومة العراقية المركزية ليس لديها نفوذ يذكر في منطقة شمال العراق الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي وليس في المنطقة وجود يذكر للقوات الأمريكية. ومنعت انقرة وزير داخلية اقليم كردستان العراق كريم سنجاري من دخول أراضيها لحضور المحادثات الجارية. وكان وزراء اتراك وعراقيون قد أجروا محادثات اولى أمس الجمعة في أنقرة بهدف تجنب تدخل عسكري تركي في شمال العراق وأكد مسؤول عراقي انها اتت «بنتائج ايجابية«. واستمرت هذه المحادثات المهمة جدا التي عقدت في وزارة الخارجية التركية ساعة ونصف الساعة تقريبا في انقرة كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري في وقت سابق ان المحادثات اتت «بنتائج ايجابية« معلنا لقاء جديدا بعد الظهر. وأوضح العسكري «محادثات مهمة جدا تجرى. ثمة نتائج ايجابية. كل شيء يسير كما كان متوقعا«. وامتنع الجانب التركي عن أي تعليق منذ الخميس حول هذه المحادثات التي تهدف الى اقناع تركيا بعدم شن عملية عسكرية احادية الجانب ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ويشارك في المحادثات وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم العبيدي ووزير الامن الوطني شروان الوائلي. والتقى الوزيران العراقيان وزير الخارجية التركي علي باباجان ووزير الداخلية بشير اتالاي. وذكرت محطة «ان تي في« الاخبارية التلفزيونية ان باباجان توجه الى مقر قيادة هيئة اركان الجيش لاجراء مشاورات في حين اطلع وزير الداخلية، رئيس الوزراء طيب رجب اردوجان الموجود في رومانيا، هاتفيا على فحوى المحادثات. ويفترض ان يناقش الاتراك والعراقيون سبل مكافحة المتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة خلفية لمهاجمة الجيش التركي. وأعطى البرلمان التركي الضوء الاخضر للحكومة في 17 اكتوبر الجاري لشن عملية عسكرية داخل العراق ضد المتمردين. وزاد التوتر بشكل كبير بين أنقرة وبغداد اثر هجوم لحزب العمال الكردستاني أدى يوم الاحد الى مقتل 12 جنديا تركيا واسر ثمانية اخرين. وتأتي زيارة الوفد العراقي المؤلف من 11 عضوا اثر زيارة قام بها باباجان لبغداد يوم الثلاثاء. واثر هذه الزيارة اعلنت السلطات العراقية منع نشاطات حزب العمال الكردستاني في العراق. وبعد وصوله الى انقرة مساء الخميس أكد وزير الدفاع العراقي ان بلاده ستعرض «اقتراحات ملموسة« للجم نشاطات المتمردين الاكراد. وفي اليوم ذاته اظهرت تركيا مؤشرات نفاد صبر اذ انتقد اردوجان دعوات الولايات المتحدة الى ضبط النفس. وأضاف ان بلاده عازمة على شن تدخل عسكري في شمال العراق «عندما يفرض الوضع ذلك«. وشددت الصحف أمس الجمعة على الاستقبال الفاتر جدا الذي خص به الوفد العراقي عازية ارجاء المحادثات من مساء الخميس الى صباح أمس الجمعة الى استياء انقرة مما تعتبره عدم تحرك بغداد ضد المتمردين الاكراد. وقالت صحيفة «ملييت« ان «الوفد استقبل من قبل مساعد مدير في الشرطة« وقد نزل في مقر الضيافة في الشرطة بدلا من فندق فخم كان مقررا في الاساس ان ينزل فيه. وأشارت الصحف كذلك الى قوافل متواصلة تنقل الذخائر الى الحدود العراقية.