ذكرة مصادر غربية أن تدهور صحة الرئيس المصري حسني مبارك حال دون قيامه بزيارة إلى السعودية كانت مقررة الأسبوع الماضي, وادعت أن مبارك يخضع لرقابة طبية مشددة
ونقل موقع "وورد تربيون" الاخباري عن المصادر الاستخباراتية الغربية قولها:" إن صحة مبارك لا تشكل تهديدا جديا لحياته ولكن صحته معتلة لدرجة أن الأطباء منعوه من السفر لألمانيا لإجراء فحوصات عليه", وتوقعت المصادر في نفس الوقت أن يقوم ابنه جمال مبارك بمهام رفيعة في الدولة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
وألمحت المصادر إلى أن تدهور صحة مبارك ساهم في تهيئة ابنه جمال الذي تمت ترقيته ليحتل المنصب الثاني في الحزب الوطني الديموقراطي والقيام بمهام ديبلوماسية حساسة نيابة عن والده سافر خلالها إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وفي نفس السياق أشار "راديو سوا" الأمريكي إلى أن الرئيس المصري قام بشن حملة ضد المعارضة الإسلامية وقوى المعارضة المدعومة من الغرب على السواء وذلك كي يمهد الطريق أمام خلافة ابنه.
من جهتها، اعترضت الولايات المتحدة على الحملة المعادية التي تعرضت لها قوى المعارضة المصرية، مما حدا بالكونغرس النظر في مشروع قانون يتم بموجبه خفض 200 مليون دولار من جملة المساعدات التي تتلقاها مصر من الولايات المتحدة والتي تبلغ 1.3 مليار دولار، إذا لم تحسن القاهرة من سجلها في حقوق الإنسان وتوقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر سيناء.
شائعات مستمرة
وفي نفس السياق قالت هيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إن الشائعات المتعلقة بصحة الرئيس لاتزال مستمرة، رغم التأكيدات بأنه يتمتع بصحة جيدة، موضحا أنه تلقي أسئلة في هذا الشأن طوال الأسابيع الماضية من الزملاء والأصدقاء والمعارف.
وأشار التقرير الذي نشره الموقع تحت عنوان:" ثمن القول إن مبارك مريض" أن نشر هذه القصص أمر صعب مقاومته فيما وصفه بالموسم السخيف لترديد الشائعات, موضحاً أن الصحف ووسائل الإعلام بشكل عام تتهافت علي نشر أخبار خاصة بموت الرموز والملوك ورجال الدين والممثلين وبالطبع الرؤساء، موضحاً أنه كان من الصعب مقاومة ترديد قصة مرض مبارك، لأنها جاءت في الموسم السخيف، الذي يشهده العالم أجمع، وهو الموسم الذي يقضي فيه الناس إجازاتهم بمن فيهم الرؤساء.
وأضاف:" إنه علي الرغم من ذلك فإنه لا يمكن القول أن الحديث عن صحة الرئيس مبارك ليس قصة صحفية، فالرجل هو أهم زعيم في العالم العربي ورئيس أكبر دولة من حيث عدد السكان لفترة تزيد علي ربع قرن، وحليف سياسي للغرب ومحرك أساسي في سياسات الشرق الأوسط، وبالإضافة إلي ذلك فإنه يبلغ الثمانين من العمر وعاني سابقا من مشاكل صحية".
وقال أيان بانيل مراسل "بي.بي.سي" إنه ليس من المنطقي أيضا أن نجزم بأن الرجل قد حدث له مكروه لمجرد أنه قلل من نشاطاته أو لم يظهر كل يوم في الصيف، الذي ينسحب فيه كل الناس, ففي
أبريل الماضي شهدت القاهرة شائعات مماثلة حول مرض الرئيس وحياته فاتصلت بمسؤول حكومي بارز، وبمجرد أن ذكرت له هويتي وقبل أن أسأله قال لي ما سمعته غير حقيقي، ولإثبات كذب هذه الشائعات ظهر الرئيس في مباراة كرة قدم مهمة وكان متحمسا للغاية ومبتسما".