تركيا بدأت تحركها باتجاه العراق.. والأميركيون يراقبون الموقف
(بغداد، أنقرة ـ وكالات أنباء):
بينما كشفت مصادر عسكرية كردية في محافظة دهوك الشمالية أمس السبت أن القوات التركية تعزز تحشيداتها داخل الأراضي التركية في المناطق القريبة من الحدود، وقالت إن ‘’القوات الأميركية تراقب تطورات الموقف عن كثب’’، لاذ سكان قرى صغيرة في المناطق الجبلية الواقعة بمقاطعة سيرناك جنوبي تركيا بالفرار، إثر تبادل إطلاق النار بين الجنود الأتراك والمتمردين الأكراد، فيما ذكرت تقارير أن القوات التركية تتحرك نحو شمال العراق.
وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها وكالة ‘’دوغان’’ الخاصة للأنباء مشاهد لسكان القرى الصغيرة في المناطق الجبلية وهم يفرون من القتال الدائر هناك، وأعلن الجيش التركي مقتل أحد جنوده في عملية بجبل جبر في مقاطعة سيرناك.
وقد بدأت القوات التركية التحرك باتجاه الحدود العراقية لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض، وفي بيان له نشرته وكالة أنباء الفرات قال حزب العمال الكردستاني ‘’إن مقاتليه لا يتحركون إلى شمال العراق بل يعبرون إلى مناطق تركية لتنفيذ هجمات ضد الساسة في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، وأفراد الشرطة، ما لم تنفذ مطالب محددة’’. وقبل ذلك أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة لتحمل الانتقادات الدولية إذا شنت هجوما على المسلحين الأكراد في شمال العراق.
وعلى صعيد، آخر حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة باتت في خطر بسبب مشروع قرار يصف قتل الأرمن على يد العثمانيين بأنه إبادة جماعية.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي تبنت قرارا يصف قتل الأرمن في أوائل القرن الماضي بأنه إبادة جماعية، ورَدَّت أنقرة باستدعاء سفيرها في واشنطن للتشاور.
وفي هذه الأثناء، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إنها حثت تركيا على الامتناع عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في شمال العراق في الوقت الذي تزايد فيه التوتر بين البلدين عضوي حلف شمال الأطلسي.
وقالت رايس التي تقوم بزيارة لموسكو للصحافيين عن المحادثات التليفونية التي أجرتها امس الأول الجمعة مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الأتراك ‘’دعوت لضبط النفس’’.
وقد مسؤولان أميركيان كبيران الى تركيا في محاولة لتخفيف التوتر بعد أن وصف مشروع قرار للكونجرس قتل الأرمن على يد العثمانيين العام 1915 بأنه إبادة جماعية.
ويعتقد بعض المحللين أن الموافقة على القرار قد تضعف نفوذ واشنطن لكبح تركيا وتزيد احتمال أن تشن تركيا عملية توغل الى شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد. وقالت رايس إنها أبلغت المسؤولين الأتراك ‘’أننا جميعا لنا مصلحة في أن يكون هناك عراق مستقر، وإن أي شيء يزعزع الاستقرار هناك سيكون ضارا لمصالحنا’’.
وأقرت رايس بوجود توتر بعد أن صوتت لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي على وصف قتل الأرمن بأنه إبادة جماعية. وقالت ان إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ستواصل الجهود لمنع صدور القرار من مجلسي الكونجرس.
إلى ذلك، انتقد قيادي بارز في كتلة التحالف الكردستاني أمس الحكومة التركية التي تهدد باجتياح شمالي العراق، ودعا الحكومة العراقية إلى إعادة النظر بالاتفاقية الأمنية الموقعة مع تركيا أخيراً، معتبرا أنها ‘’شجعت’’ تركيا على تصعيد تهديداتها. ويأتي تصريح القيادي الكردي في وقت صعد فيه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي لهجة التهديد باجتياح شمالي العراق لتعقب عناصر حزب كردي محظور في تركيا، قائلا إن بلاده مستعدة لمواجهة أي انتقاد دولي إذا شنت عملية عسكرية.
وقال النائب في البرلمان محمود عثمان في اتصال هاتفي مع الوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) إن ‘’الاتفاقية الأمنية قد شجعت الجانب التركي على أن يصعد الأمور إلى الحالة التي نراها الآن’’، موضحا أن ‘’التحالف الكردستاني سيعمل على تقديم طلب إلى مجلس النواب بعد عيد الفطر لاستضافة وزير الداخلية (جواد البولاني) في البرلمان من اجل شرح الاتفاقية الأمنية التي وقعها مع الجانب التركي’’. وقال عثمان إن ‘’مثل هذه الاتفاقات يجب أن تحظى بتأييد البرلمان’’.