![]()
قوات الاحتلال تقتل 15 طفلا وامرأة في العراق
بعثة الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في الجريمة
دعت بعثة الامم المتحدة في العراق القوات الامريكية امس الجمعة إلى فتح تحقيق نشط بشأن ضربة جوية أدت إلى مقتل 15 امرأة وطفلا وقالت إنه ينبغي نشر نتائج هذا التحقيق حتى يتسنى استخلاص العبر منه. واعلنت مصادر امنية وطبية مقتل طفل ورجل واصابة اكثر من عشرين طفلا عندما فجر انتحاري يدفع عربة محملة بالحلويات نفسه امام ساحة لالعاب الاطفال وسط طوزخرماتو في اول ايام عيد الفطر.
وذكرت البعثة الدولية أن سلامة المدنيين ينبغي أن تكون أولوية قصوى خلال العمليات العسكرية. وفي تقرير عن حقوق الإنسان نشر يوم الخميس في ذات اليوم الذي وقع فيه الهجوم سلطت البعثة الضوء على عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا في ضربات جوية أمريكية في الآونة الأخيرة. وكان عدد القتلى المدنيين في هجوم يوم الخميس من بين أعلى الأعداد التي أقر الجيش الامريكي بسقوطها بسبب ضربة جوية نفذها منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام .2003 وقال المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة سعيد عريقات إن المدنيين كثيرا جدا ما يكونون ضحية للاطراف المتحاربة. وأضاف أن الامم المتحدة تدرك بواعث القلق الامنية لكنها تأمل أيضا في اتخاذ جميع إجراءات السلامة الممكنة لعدم إيذاء أي مدنيين. وذكر الجيش الامريكي أنه يجري تحقيقا شاملا بشأن الضربة التي وجهتها طائرات هليكوبتر الى اجتماع كان يشتبه في أنه يضم زعماء كبار في تنظيم القاعدة شمالي بغداد يوم الخميس. وأسفرت الضربة عن مقتل تسعة أطفال وست نساء و19 مسلحا. وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الاميرال جريج سميث «في كل مرة نتخذ كل التدابير الوقائية الممكنة لضمان ألا نعرض حياة الأبرياء للخطر«. وأضاف «نحن ملتزمون بالعمل مع العائلات المنكوبة وتلبية احتياجاتهم«. ويقول الجيش الامريكي إن المسلحين كثيرا ما يختبئون عمدا بين المدنيين وإن ضربات جوية سابقة على أماكن اشتبه في أنها مخابئ للمسلحين أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين. وفي تقريرها عن حقوق الإنسان الذي يغطي الفترة بين إبريل ويونيو قالت بعثة الامم المتحدة في العراق إنها سجلت عددا من الحالات أفادت تقارير بأن ما اجماليه 88 مدنيا قتلوا فيها خلال ضربات جوية أمريكية. ومن المتوقع أن يثير هجوم يوم الخميس الذي جاء عشية عيد الفطر في العراق التوتر مجددا بين واشنطن وبغداد التي انتقدت القوات الامريكية مرارا وتكرارا بسبب عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا في عمليات عسكرية. ولم يكن هناك رد فعل فوري من الحكومة العراقية مع بدء عطلة عيد الفطر. وقتل المدنيون الخمسة عشر خلال عملية استهدفت زعماء كبار في تنظيم القاعدة في منطقة بحيرة الثرثار على بعد 80 كيلومترا شمال غربي العاصمة العراقية مساء الخميس. وقال سميث إنه تجري دراسة صور التقطتها طائرات استطلاع من دون طيار وطائرات الهليكوبتر لفهم ما حدث بشكل أفضل. وبموجب قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الامريكي يسمح للجنود باتخاذ إجراءات لحماية أنفسهم إذا تعرضوا لإطلاق نار. وذكر الجيش الامريكي في بيان أن تقارير مخابرات وبيانات مراقبة أشارت إلى أن شخصيات كبيرة بتنظيم القاعدة كانت تجتمع في منطقة الثرثار. وأدت ضربة جوية أولية إلى مقتل أربعة مسلحين. وشوهد بعض المشتبه فيهم وهم يغادرون الموقع ويتوجهون إلى منطقة جنوبي البحيرة حيث تعرضت القوات الامريكية لاطلاق نيران أسلحة صغيرة من بناية. وطلب القيام بضربة جوية ثانية. وقال بيان الجيش الامريكي «بعد تأمين المنطقة خلصت القوات البرية إلى أن 15 إرهابيا وست نساء وتسعة أطفال قتلوا وأن اثنين من المشتبه فيهم وامرأة وثلاثة أطفال أصيبوا بينما اعتقل إرهابي«. واكدت الامم المتحدة في تقريرها الفصلي حول اوضاع حقوق الانسان في العراق ان الازمة الانسانية تتفاقم بينما يتواصل نزوح المدنيين من مناطقهم بسبب استمرار اعمال العنف في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وقال التقرير ان اعدادا كبيرة من المواطنين يعيشون بسبب اجبارهم على التخلي عن منازلهم، في اوضاع متردية للغاية من دون الحصول على غذاء او معدات او خدمات اساسية. واضاف ان الاطفال باتوا عرضة للاصابة بالامراض. وحذر التقرير من ان النزوح الواسع النطاق للمدنيين العراقيين يتواصل بسبب استمرار اعمال العنف، بما في ذلك التهديدات المباشرة بالقتل والخطف في مناطق كثيرة من العراق. وأوضح ان المفوضية العليا لشئون اللاجئين في الامم المتحدة تقدر عدد العراقيين الذين لجأوا اخيرا الى دول اخرى بنحو 2.2 مليون نصفهم تقريبا في سوريا. واكد التقرير الفصلي الحادي عشر ان المجموعات المسلحة مازالت تستهدف المدنيين بالتفجيرات الانتحارية وعمليات الخطف والاعدام خارج اطار القانون، والتي يرتكبها اشخاص من دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين. وذكر مصدر مسئول في قيادة عمليات ديالى أن قوات الفرقة الخامسة للجيش العراقي اعتقلت «أمير« تنظيم القاعدة في المقدادية وأحد مساعديه، فضلا عن اربعة عناصر أخرى بارزة في التنظيم بينهم مفتي ما يسمى «دولة العراق الاسلامية« في محافظة ديالى. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) امس الجمعة إن «سرايا عائدة للفرقة الخامسة من الجيش العراقي تمكنت ظهر الخميس من تنفيذ عملية عسكرية شمال قضاء المقدادية اسفرت عن اعتقال أمير تنظيم القاعدة في القضاء مع احد مساعديه«. وقال مصدر من شرطة طوزخرماتو انتحاريا يدفع عربة محملة بالحلويات للبيع فجر نفسه امام مدخل ساحة لالعاب الاطفال وسط طوزخرماتو ما اسفر عن مقتل طفل يبلغ السابعة من العمر ورجل (35 عاما) واصابة نحو عشرين طفلا. واوضح ضابط الشرطة ان الانتحاري اقترب من الساحة مما اثار شك احد الاباء به وحاول الرجل ويدعى عباس حسين (35 عاما) ابعاده عن المنطقة، لكنه فجر نفسه وقتل الاب مع الانتحاري. وفي بغداد اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل اربعة اشخاص بينهم اثنان من عناصر الشرطة واصابة 15 اخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة امس الجمعة استهدفت دورية للشرطة وسط بغداد. من ناحيته اعتبر الشيخ عبدالمهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة انه «لا خلاص للعراقيين الا بالعيش كأبناء بلد واحد«. وقال الكربلائي في صحن الإمام الحسين في وسط مدينة كربلاء «بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، نحن نتوجه إلى أبناء الشعب وخاصة مسئوليه بالدعوة إلى أن يجعلوا من العيد يوما يزرعون فيه الامل في نفوس ابناء هذا الشعب الجريح وترجيح مصلحة البلد وشعبه على المصالح الفئوية الضيقة«. وأضاف «ندعوهم الى ترك كل ما فيه اثارة للاختلافات والاحتقانات الطائفية والعرقية وتبني خطابات تزرع الوحدة والتآلف والمحبة بين شرائح المجتمع العراقي والجلوس الى طاولة الحوار والتفاهم للوصول الى الصيغ المقبولة لدى الجميع من اجل الخروج من الازمات التي يمر بها الشعب العراقي«. وطالب الكربلائي «بعدم ترك المجال مفتوحا للقوى الاقليمية والدولية للتدخل في شئون العراق او تبني اجندتها وتطبيقها في الساحة العراقية لمصالح خاصة لتلك الاطراف الدولية او الاقليمية على حساب الشعب«.