تعهدت الحكومة العراقية بمحاسبة عناصر يعملون في شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية بعد ان كشف التحقيق تورط حراسها
والتزمت السفارة الاميركية في بغداد الاثنين الصمت حيال تصريح الحكومة العراقية ولم تدل باي معلومات حول مصير المتورطين من عناصر هذه الشركة في حادثة 16 ايلول/سبتمبر التي اثارت جدلا كبيرا حول عمل شركات الحماية الامنية الخاصة في العراق.
وقالت ميريبي نانتانغو المتحدثة باسم السفارة الاميركية لفرانس برس ان "هذه القضية ومسائل اخرى ستناقش من قبل اللجنة المشتركة (العراقية الاميركية) وهم يعملون على التحقيق في القضية". واضافت "ذلك افضل من ان نطلق احكاما مسبقة على نتائج مناقشاتهم في هذه المرحلة".
وكان علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة اعلن الاحد في بيان ان "اللجنة التحقيقية المشكلة بامر من رئيس مجلس الوزراء في 22 ايلول/سبتمبر انهت" تحقيقاتها في الحادث. واضاف "لم يثبت ميدانيا تعرض رتل سيارات شركة بلاك ووتر للحراسات الامنية لاي اطلاق نار مباشر او غير مباشر ولم تصب حتى بحجارة".
واوضح البيان ان "العاملين في الشركة المذكورة تجاوزوا قواعد استخدام القوة وقانون السلوك للشركات الامنية الخاصة العاملة في العراق (...) وبناء على ذلك فان ما ارتكبوه يعد جريمة قتل عمد ويتوجب ان يحاسبوا عنها وفق القانون".
وتابع البيان ان "عدد الضحايا بسبب هذا الحادث بلغ 17 شهيدا و27 جريحا واحتراق وتلف سبع سيارات".
بدوره قال اللواء عبد الكريم خلف مدير غرفة القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية في مؤتمر صحافي اليوم بخصوص الشركات الامنية "شرعنا قانونا وارسلناه الى مجلس شورى الدولة وهو في طريقه الى البرلمان قريبا جدا". واوضح "وضعنا الشركات الامنية تحت وصاية وزارة الداخلية وتحت القانون العراقي".
واضاف "شرعنا آليات صارمة لضبط سلوكها (الشركات) وتصرفاتها في الشارع" مشيرا الى انه "يجرى حاليا تحقيق مشترك برئاسة وزير الدفاع العراقي وبمشاركة ضباط من وزارة الداخلية ونائب السفير الاميركي ومحققين من مكتب التحقيقات الفدالي الاميركي (اف بي اي) ومن جانبنا قدمنا ما يكفي من الادلة وعليهم الان مراجعة الادلة التي ستقرر".
وقالت نانتونغو ان تقرير الحكومة العراقية بخصوص قضية بلاك ووتر اكبر شركة امنية في العراق قد تمت مناقشته في اللقاء الاول بين اعضاء اللجنة الاميركية العراقية الاحد. واضافت ان "اللجنة ناقشت اوضاع التحقيقات التي تجريها الولايات المتحدة والحكومة العراقية".
واللجنة المشتركة مكلفة النظر في قضية اطلاق النار على المدنيين من قبل موظفي بلاك ووتر في 16 ايلول/سبتمر الماضي.
وباشر ايضا السفير باتريك كندي مبعوث وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تحقيقه لمراجعة طرق العمل التي تتبعها الشركات الامنية في العراق.
وقالت نانتانغو الاثنين ان وفدين ضمن فريق التحقيق الذي يرأسه كندي سيصلان الى بغداد الاسبوع الجاري. واضافت "من السابق لاوانه في الوقت الحاضر الحديث عن الفترة الزمنية التي سيستغرقها التحقيق".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية اعلنت الاسبوع الماضي تشديد الرقابة على انشطة شركة بلاك ووتر وامرت عناصر امنية تابعة لوزارة الخارجية بمرافقة جميع المواكب لمراقبتها.
وقالت نانتونغو ان فريق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) وصل بغداد الخميس الماضي وباشر بالتحقيق في القضية.
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امر هو الاخر باجراء تحقيق خاص لوزارة الدفاع لمراجعة عمل المتعاقدين الامنيين في البلاد.
وتؤكد "بلاك ووتر" ان رجالها اطلقوا النار بعد تعرضهم لكمين خلال قيامهم بحماية موكب لوزارة الخارجية الاميركية.
وذكرت وزارة الخارجية الخميس انها اوكلت لمكتب التحقيقات الفدرالي الدور الرئيسي في التحقيق مع شركة "بلاك ووتر".
ويواجه بعض عناصر هذه الشركة اتهامات بقتل عراقيين ابرياء في 16 ايلول/سبتمبر في بغداد خلال اطلاق النار بينما كانوا يؤمنون حماية موكب دبلوماسي.
وهذه المأساة الجديدة اثارت غضبا كبيرا في العراق وقد شكك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة بكفاءة موظفي بلاك ووتر في بلاده.
وتوظف الشركة حوالى 850 شخصا في العراق.
وقد اشار تقرير للكونغرس الاميركي نشر هذا الاسبوع ان بلاك ووتر ضالعة في حوالى مئتي حادث اطلاق نار في العراق منذ 2005 وانها كانت المبادرة في اطلاق النار في اكثر من ثمانين بالمئة من الحالات.
في قتل 17 مدنيا عراقيا من دون تعرضهم لاي هجوم في بغداد.