استطاع الرسول)صلى الله عليه و آله و سلم( بعد استقراره في المدينة من تكوين نواة أمته من أبطال يسترخصون الحياة في سبيل الله والدين الجديد، ولذلك كان أول ما قام به الرسول)صلى الله عليه و آله و سلم( هو تنظيم صفوف المهاجرين والأنصار عبر المؤاخاة.
إن أبرز الدوافع التي تقف وراء طرح الرسول لمشروع التآخي هو أن المسلمين كانوا –وقتها- يواجهون الكثير من المصاعب التي تتطلب التعاون والتعاضد لتذليلها وهكذا أراد النبي)صلى الله عليه و آله و سلم( بهذا المشروع أن يسمو بعلاقات هذا الإنسان عن المستوى المصلحي وجعلها علاقة إلهية تصل إلى درجة الأخوة، وقد كرس الرسول من خلال هذا المفهوم أيضاً الوحدة السياسية والمعنوية بين المسلمين، كما قوّى أسسها ودعائمها.
ومن الطبيعي أن يهتم الرسول)صلى الله عليه و آله و سلم( بالواقع الشعبي لأمته آنذاك، فالدولة –كما هو معلوم- لها ثلاثة أركان، وأحد أهم أركان هذه الدولة هو الشعب) أما الركنان الآخران فهما الأرض والسلطة.
ولهذا بدأ الرسول)صلى الله عليه و آله و سلم( بالركن الأول وهو إعداد المسلمين عقائدياً ونفسياً وعسكرياً، فأية دولة لا تقوم على قاعدة شعبية تجعل من المواطنين مجموعة من اللامبالين الذين يتراجعون بالدولة إلى الوراء..
وقد استمر مشروع التآخي الذي طرحه الرسول)صلى الله عليه و آله و سلم( في المدينة حتى عزّ الإسلام، واجتمع الشمل بعد أن ذهبت آثار الغربة المملوءة بالوحشة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
التالي
في احكام الاقتراض او الاستلاف من الغير