صحوة عظيمة لاشك أنه كان أحد الأعمدة التي اعتمدت عليها هذه الصحوة والتي أثمرت ثمراتها امتدت جذورها في الأرض وبسقت فروعها في السماء لأنها كانت (كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، كنت أخطب في الجزائر في مثل صلاة الجمعة هذه، فيحضر في المسجد عشرات الآلاف، بعض المساجد من ثلاثة أدوار تمتلئ الأدوار الثلاثة والساحات حول المسجد والطرقات والميادين المؤدية إلى المسجد حتى تتعطل المواصلات صحوة لم أر لها نظيراً، وكان المفروض أن تؤتي هذه الصحوة أكلها وتحقق أهدافها وأن يؤدي اختيار الشعب إلى من يختارهم الشعب ولكن للأسف وقفت القوى المعادية للإسلام وقفت ضد هذه الصحوة وضد نتائجها المفترضة، صناديق الانتخاب أدت إلى اختيار مجموعة من الناس هذا هو حقهم، الشعب اختار فعليه أن يتحمل المسؤولية ولكن هؤلاء وقفوا في وجه الشعب قطعوا عليه اختياره، قطعوا عليه الطريق وقالوا له أنت لست أهلاً للاختيار، أنت لست راشداً، أنت في حاجة إلى وصاية، حينما اختار غير الإسلاميين كان الشعب راشداً فلما اختار الإسلاميين كان الشعب طفلاً وكان الشعب في حاجة إلى وصاية، هؤلاء يكيلون بكيلين، معاييرهم مزدوجة، لا يعرفون الحق الصحيح ولا العدل الصريح، إننا نعتقد أن الإسلام قادم إن شاء الله، كل ما ننصح به أهل الإسلام ودعاة الإسلام أن يحتكموا إلى الفهم الصحيح للإسلام، ألا تشغلهم الجزئيات عن الكليات، لا يشغلهم الشكل عن الجوهر، لا تشغلهم النوافل عن الفرائض، لا تشغلهم المكروهات عن المحرَّمات، لا تشغلهم الصغائر عن الكبائر، لا يشغلهم المختلف فيه عن المتفق عليه، نحن في حاجة إلى فهم صحيح لهذا الدين في ظل التسامح، نحن أولى الناس بالتسامح، نحن لا نعادي إلا من يعادينا ولا نحارب إلا من يحاربنا وإلا فأيدينا مبسوطة لكل الناس وقلوبنا مفتوحة لكل الناس نسالم من سالمنا، ونسامح من سامحنا ولا نفرِّط في ذرة من ديننا، لا نبيع ديننا بملك المشرق والمغرب، هذا الدين أمانة في أعناقنا، وقد كلفنا الله تعالى أن نقوم على حراسة هذا الدين، وعلى حياطة هذا الدين إيماناً به واتباعاً له ودعوة إليه، وغيرة على حرماته، وجهاداً في سبيله وسنظل كذلك حتى نلقى الله عز وجل.
الشيخ الغزالي أحد المجددين لهذا الدين
يا أيها الأخوة كان الشيخ الغزالي رحمه الله إماماً من أئمة هذه الأمة، كان من المجدِّدين لهذا الدين، سمَّاه أبوه محمد الغزالي، محمد الغزالي هو اسمه، ليس لقبه الغزالي بل سمَّاه أبوه محمد الغزالي foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? السقا أبوه اسمه الشيخ foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? السقا، لكن أباه أراد أن يكون لهذا الصبي أو لهذا المولود أن يكون فيه نفحة من الإمام محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد الغزالي حجة الإسلام السابق، فسمَّاه محمد الغزالي تيمناً بهذا وفعلاً كان غزالي عصره وكان أحد المجددين لهذا الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها" أنا من أنصار أن "من" في هذا الحديث للجمع وليس للمفرد، "من" تصلح للمفرد وتصلح للجمع (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فأعاد عليها الضمير بالجمع، ولذلك الذين يجدِّدون الدين هم جماعة، جماعات من الناس وليس فرداً واحداً ولا شك أن الشيخ الغزالي أحد هؤلاء الأفذاذ الذين أسهموا بجهد مشكور في خدمة الإسلام


رد مع اقتباس