شكرا يا ملاك الرحمة
اعلم ان الله خلق النفس شر الاشياء . وهي بين جنبيك، وهيمطيتك، وانت محتاج اليها، ومثلها كمثل السارق الواقف على متاع البيت، وهي قرينة الشيطان، و ماوى كل سوء، ولها صفات مذمومة تحب الشر و تبغض الخير، تخالف العقل و توافق الهوى و هو يدعؤها الى الطاعة، وهي تتحرك الى المعصية، وهي في الشبع مثل السبع، و في الجوع مثل الطفل الضعيف، و في الغضب مثل الملوك الجبابرة، وفي الاكل مثل البهائم، و في الخوف مثل النمر والاسد، ومن سوء عاداتها تخاف من الفقر و القلة، و لا تخاف من الله تعالى واليم عذابه، وهي مسخرةالشيطان، و لها اعوان وانصار مثل الدنيا وزهرتها والهوى والشيطان و ما يتعلق بها، ولكل واحد من اعوانها جنود و رنود وخيل وحشم من زينة الحيوة الدنيا مثل كثرة اللهو وكثرة النوم وكثرة الضحك و حكايات العشاق وحب الدنيا واختيار الغنى والكبر والحسد والنميمة والعداوة والذميمة وارتكاب المعاصي والملاهي والاشتغال بكل مالايعنيه، وجمع المال و طول الاماني والآمال، والامر بالمنكر والنهي عن المعروف، والتمني والغرورر واللهو والسرور، والعمارات والتجارات وتحسينالقبيح، وهتكالستر، ومجاوزة الحدود، واستعانة الباطل، وانكار الحق، و تعظيم ابناء الدنيا وتحقيرها ابناء الآخرة، هذا كله من صفات النفس الامارة بالسوء، فكل عرق من عروق ابن آدم جند واحد من شرط اعوانها، فمن وفقه الله تعالى و ابصره بعيوبها واعانه على تسخيرها و معرفة مكايدها، الجمها بلجام الورع، و قيدها بسلاسل الذل والانكسار، وتكليفات الشرع، ويقتلها بسيف المجاهدة ويسلط عليها الجوع والعطش والسهر، ويخالفها في كل شيء الا في طاعة الله تعالى، ويخاف منها في الطاعة ايضا ويذم على جميع افعالها، و لا يغفل تاديبها و رياضتها الى الموت، ويجعل العقل عقالها والشرع سجنها والعبادة سجانها، و ذكرالموت طعامها وشرابها، و بعد الاحتياط التام البالغ في امرها يتضرع هذاالعبد المسكين الى خالقها، موجدها و منشاها، ويستعيذ بالله من كيدها وسوء عادتها و غلبتها على عقله، ويطلب مناللهتعالى الامان من شرها وامانيها، وان مثلالعقل والنفس مثل شخصين عدوين قاصدين قديمي العداوة و الخصومة، و بيد كل واحد منهما سيف مجرد مترقب لغفلة صاحبه، ولايقطع النظر منه حتى اذا غفل يقتله، وكل من غلب سلب، و من كان ظالما لنفسه و يقتلها بالظلم عليها نجامن شرها، وامن من مكائدها . قال الله تعالى: فمنهم ظالم لنفسه، والظلم عليها ان يمنعها منالشهوات الفاسدة واللذات الفانية و الاماني الباطلة و الآمال الكاذبة و غرور الدنيا وحب الشرف والمال و يجرها الى طاعة الله تعالى طوعاوكرهاو على متابعة الشرع والسنة انقياداواضطرارا، وتحريضها على حب الآخرة و ذكر الموت، ويخاف من مكرها وكيدها و رعونتها في العبادة والزهد، فان خداعها وغرورهاو فسادها في الطاعة اكثر منالمعصية، و ان لهافي الطاعة شرباو عيشااحب اليها من ارتكاب المعاصي مثل شر بين الطاعةو رؤية العبادةو قيمة العمل و الرياء والنفاق وحب اقبال الخلق و تقبيل اليد والتبرك والزيادة و حسن الصيت وثناء الخلق و رغبةالملوك و تردد ابناء الدنيا الملوك و حضور السماع و تخريق الخرق والتصنع، و اظهار الصوم و الصلوة، و قلة الاكل لرؤية الناس، والبكاءالكاذب، وتحريك الشفقة، و الاشارة بالعين، والتخشع بلا خشوع القلب، ولبس المرقعات ورؤية المنامات و المؤاخات والحكم على الماضي والمستقبل و المبالغة في الطاعة و العبادة عند رؤية الناس العاجزين والتوابين، والتكاسل في الخلوة وكثرة اصحاب الارادة واكل الاطعمة اللذيذة والترفع في المجالس والرضاء بحضور المردان في السماع و نظارة النسوان، نعوذ بالله من شرها وشرالشيطان فان هذه الخصال على الحقيقة اشد من شرب الخمر وارتكاب المعاصي، اعاذنا الله من شرور انفسنا و رؤية اعمالنا، قال رسول اللهتعالى « صلى الله عليه و آله» :
«اذا اراد الله بعبد خيرا ابصره بعيوب نفسه»
اللهم بصرنا بعيوب انفسناو سيئات اعمالناولاتكلناالى انفسناطرفةعين و لا اقل من ذلك، وانصرنا علىاعداءنا، واجعلنا منالذين خرجو من الدنياآمنين، و لا تفضحنا على رؤوس الاشهاد، فانك لاتخلف الميعاد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الموضوع الجديد
في فضل صلاة الصبح



رد مع اقتباس