السلام عليكم أخي ماجد .مقطع عرضي لصورة واقعية يومية
صورة الواقع اليومي للإنسان العراقي في داخل العراق , هي صورة لاتكاد تختلف من يوم إلى الأخر إلا بعدد الضحايا اللذين يسقطون في هذا اليوم أو في اليوم الذي يليه,وقد انقضى على تطبيق الخطة الأمنية وإستراتيجية بوش الجديدة في العراق خمسة أشهر ولم يبق على تقييم هذه الخطة سوى شهر واحد,وكانت هذه الخطة ترمي إلى فرض القانون وتحقيق الأمن للمواطن وعودة المهجرين إلى مناطقهم والى جانب تحقيق هذه الأهداف من المفترض أن تسير خطة أخرى إلى جانبها الاوهي تحسين واقع الخدمات المقدمة إلى المواطنين.
والحكومة في كل يوم تتحدث عن تحقيق تقدم في المستوى الأمني , هذا التقدم الذي لم يعد يلمسه المواطن العادي وإنما تلبسه الخوف أكثر فأكثر من المجهول الذي لايعرف عنه شيئا وإنما أيقن مع نفسه انه ينتظر على لائحة الموتى, الموت الذي تعددت وسائله في العراق الديمقراطي الجديد,فقد استمر مسلسل الجثث المجهولة المرمية في الطرقات والقتل على الهوية والاختطاف المتبادل وتعثر أو انعدام الخدمات وازداد الاختناق السياسي حتى صارت كتل معينة تريد إن تستأثر بالسلطة بعد إن ذاقت طعم السلطة واستطابت طعمها.
المكونات السياسية تتجاذب إطراف العملية السياسية وكل مكون من هذه المكونات المشاركة في العملية السياسية يريد جذبها اليه اوالهيمنة على العملية السياسية تارة بالاستحقاق الانتخابي وتارة بالأكثرية الطائفية أو العرقية أو بخلق تكتلات سياسية جديدة لإطالة عمر البعض في البقاء على سدة الحكم,وكان هذه الكتل السياسية والتي كانت تسمي نفسها قبل غزو العراق بالمعارضة لم تعقد مؤتمرات لها في الخارج ولم تعقد اتفاقات أو مواثيق وأهداف مشتركة لمرحلة مابعد غزو العراق , فقد ذهبت كل تلك العهود والمواثيق التي تم الاتفاق عليها في الزمن السابق إدراج الرياح, وظهرت أهداف جديدة,أدت إلى التخندق الطائفي والاحتراب السياسي الذي يذهب ضحيتها الكثير من العراقيين الأبرياء يوميا,ويعيش أجواء تجاذبات سياسية عنيفة فيما بينهما متناسين في ذات الوقت هذا الشعب الذي يذبح يوميا من شتى الجهات بسبب أومن دون سبب.
ولكم شكري
د .حسين الكندي
06/08/2007