عواصف في بغداد:


عواصف في بغداد: التوافق تودع الحكومة والمالكي يفشل في تعيين الربيعي رئيساً للأمن ورئيس الاركان وكبار الضباط يستقيلون

دول الخليج ومصر تبلغ رايس رفضها التعاون مع المالكي
ابلغ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس خلال مباحثات عقدت في منتجع شرم الشيخ رفضهم التعاون مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحملوه مسؤولية العنف الطائفي في هذا البلد بسبب رفضه اجراء مصالحة بين العراقيين. واتهموه بالتساهل مع النفوذ الايراني وفشله في نزع اسلحة المليشيات التابعة للاحزاب الدينية التي تنفذ الاغتيالات علي أساس الهوية الطائفية. فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"الزمان" ان الرد العربي جاء في سياق طلب رايس التعاون مع المالكي لتأمين استقرار العراق. واوضحت المصادر ان "الوزراء العرب ابلغوا وزيرة الخارجية الامريكية بقرار جماعي هو رفض التعاون مع المالكي ومساعدة العراقيين في تجاوز الازمة ووقف العنف الطائفي.
وقد فشل رئيس الوزراء نوري المالكي في تعيين مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي رئيساً لأجهزة الأمن والاستخبارات في العراق بعد أن صوت مجلس الوزراء ضد اقتراح رئيسه ورفض وزراء الداخلية والدفاع والأمن الوطني تعيين الربيعي علي رئاسة تلك الاجهزة ووجهوا انتقادات حادة له خلال اجتماع عاصف لمجلس الوزراء العراقي.
في غضون ذلك فشلت محاولات التوفيق بين المالكي وجبهة التوافق، امس الثلاثاء، لضمان استمرار الجبهة في حكومته، والتي تنوي الانسحاب رسمياً اليوم من الحكومة والبقاء في البرلمان ومجلس الرئاسة، وهو أمر يضع حكومة المالكي في وضع حرج وينزع عنها ما كانت تصف به نفسها بأنها حكومة وحدة وطنية.

وساطات لتجاوز الازمة
في حين توسطت اطراف سياسية عدة في بغداد لمنع انهيار الحكومة بعد انسحاب 11 وزيراً واستقالة وزير العدل هاشم الشبلي وتهديد القائمة العراقية التي يترأسها أياد علاوي بسحب وزرائها الخمسة منها. وكانت رايس قد قالت علي متن الطائرة التي اقلتها الي شرم الشيخ ان ايران هو العدو الوحيد الذي يتربص بالولايات المتحدة. وتأتي مباحثات رايس اقرب رد امريكي ميداني علي فشل جولة اللقاء الامريكي الايراني حول العراق في بغداد. وتوقعت مصادر ان تبلغ رايس ووزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الذي يرافقها المالكي برسالة وزراء الخارجية العرب بعد مباحثات يجريها الوزيرين الامريكيين في الرياض اليوم. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد رفض استقبال المالكي قبل حوالي شهرين فيما قال مسؤولون سعوديون كبار ان القرار قد جاء بسبب انشغالات العاهل السعودي. ورد المالكي باتهام دول عربية عدة بالتخطيط لإطاحته زاعماً ان ضباطاً في الجيش العراقي السابق ضالعون في هذا المخطط، مما ادي الي استياء في الرياض والقاهرة اللتين يقول المسؤولون فيهما انهما مستعدان لدعم المصالحة بين العراقيين.

المسؤولية عن العنف
ويحمل مسؤولون سعوديون المالكي مسؤولية العنف الطائفي ودعم النفوذ الايراني. وتعهدت الولايات المتحدة امس بالتصدي لمحاولات ايران توسيع نفوذها في العراق والخليج ووقف محاولاتها الرامية الي زعزعة الاستقرار من خلال دعم القاعدة وحزب الله اللبناني، حيث كشف الجيش الامريكي عن أدلة حول قيام قيادات عسكرية في هذا الحزب بتدريب المليشيات داخل العراق. من جانبه هدد مجلس الرئاسة الذي يضم الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي بسحب الثقة من الحكومة اذا لم يتخذ المالكي مبادرات لانهاء الازمة الحكومية واقناع كتلة التوافق والقائمة العراقية بعدم سحب وزرائها منها. علي صعيد متصل يواصل وفد الوساطة من كتلة الائتلاف التي يترأسها عبدالعزيز الحكيم وساطته لانهاء الازمة حيث عقد جولة مباحثات امس مع قيادات من التوافق للتوصل الي تسوية حول مطالبهم من الحكومة وسحب المالكي لرده علي هذه المطالب الذي ادي الي تصعيد الازمة، حسب مصادر سياسية في بغداد. وافاد بيان لهيئة الرئاسة ان الطالباني وعبدالمهدي ناشدا الهاشمي تأجيل موعد انسحاب جبهة التوافق والسماح بمفاوضات اللحظة الاخيرة لعلها تنزع فتيل الازمة السياسية. واضاف ان المناشدة جاءت خلال اجتماع لمجلس الرئاسة عقد ظهر امس وتناول آخر التطورات علي الساحة السياسية ومن ابرزها القرار الاخير للجبهة الذي حدد موقفها الحازم من مسألة مواصلة المشاركة في حكومة نوري المالكي". ورأي الهاشمي ان المالكي اغلق الباب امام اي فرصة لحل مقبول وبيانه الذي اعلنه الناطق الرسمي باسم الحكومة كان واضحا لا لبس فيه .وكان رئيس الحكومة قال في بيان ان سياسة التهديد والضغوط والابتزاز التي اتهم الجبهة باتباعها غير مجدية"، مؤكدا ان تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية لن يعيد العراق الي زمن الدكتاتورية والعبودية". الي ذلك، اعلن الشيخ خالد العطية النائب الاول للبرلمان العراقي امس قيام "الائتلاف العراقي الموحد بتشكيل لجنة للتفاوض مع جبهة التوافق العراقية السنية للنظر بمطالب الجبهة".
وقال الشيخ خالد العطية لوكالة فرانس برس ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد شكلت لجنة للتحاور مع جبهة التوافق العراقية"، مضيفا ان اللجنة ستنظر بالمطالب التي قدمتها الجبهة الي الحكومة العراقية الاسبوع الماضي".

من جانبه رفض المالكي استقالة قدمها امس الفريق بابكر زيباري رئيس أركان الجيش العراقي لاسباب وصفت بانها غير سياسية. وقال فرياد راوندوزي النائب في البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني ان المالكي رفض بصفته القائد العام للقوات المسلحة استقالة زيباري التي قال انها تستند لاسباب" فنية ومهنية". وعزا راوندوزي اسباب الاستقالة الي امور تتعلق بخلافات جدت بين زيباري وبين وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد العبيدي لم يوضح دوافعها او خلفياتها مكتفيا بالتلميح الي وجود محاولات لرأب الصدع بين المسؤولين العسكريين العراقيين.

تهديدات ايرانية
ولم يحدد البيان الدول الخليجية التي تواجه مثل هذه التهديدات لكنها اشارة علي ما يبدو الي التهديدات التي تقول الولايات المتحدة ان ايران تشكلها في المنطقة. واضاف البيان ان الوزراء التسعة اتفقوا علي ان السلام والامن في منطقة الخليج يشكلان اهمية محورية للاقتصاد العالمي وعلي ضرورة الحفاظ علي استقرار الخليج باعتباره هدفا وطنيا حيويا للجميع". وتابع البيان "ان الدول التسع المشاركة في الاجتماع اتفقت علي مواصلة التعاون في مواجهة هذه التهديدات". وجاء اجتماع رايس مع نظرائها في الدول العربية الثمانية غداة اعلان واشنطن الاثنين عن مساعدات عسكرية قيمتها عشرات المليارات من الدولارات لشركائها العرب المدعوين الي مساعدتها في العراق ولاسرائيل كذلك. وتتضمن هذه المساعدات 13 مليار دولار لمصر وثلاثين مليار دولار لاسرائيل وعشرين مليار دولار للسعودية. ويتوقع ان تستفيد دول خليجية اخري من مساعدات عسكرية لم تعلن قيمتها.