شكرا لك اخي ماجد اذا
هكذا اصبحت الأحداث، نتناولها على حسب المصلحة التي تؤول منافعها على الجهات السياسية حتى ولو كانت على حساب الوطن. هنالك حدث سياسي مهم يدور في الساحة العراقية اليوم بالغ الخطورة على العراق بل أنه الأسوأ ربما منذ سقوط النظام المقبور
وإن الحدث تناوله السياسيون من جهة واحدة وهي أن الأمور تسير نحو التهدئة عندما يبدأ الحوار الأمريكي-الإيراني ولكن لهذا الحدث عدة وجوه يجب على السياسي وصاحب القرار الوقوف امامها طويلا ليتأملها بتروٍ ليستطيع معرفة مدى انعكاسها على الوضع العراقي أولا. ان تدويل القضية العراقية أمر بغاية الخطورة وهذا معروف من خلال سير الأحداث فالجميع يعلم ان الساحة العراقية الحالية مقسمة ومجزئة حسب مصادر الدعم الاقليمي والدولي، فعندما تعترف أمريكا وبريطانيا -وهما الدولتان المحتلتان للعراق- بالوجود الايراني وتأثيره على الساحة العراقية، فهذا هو رأس الشر القادم، ففي المستقبل القريب سوف تعقد أمريكا مؤتمرا لدول الجوار وسوف تطرح دول الجوار منافعها ومصالحها على الساحة العراقية، فهناك امتداد الى تركيا وهي دولة جارة ولها نفوذ في العراق عن طريق قوى داخلية تكن لها الولاء وسوف يطالب دعاة العروبة من خلال مصر تياراتهم بالتفاوض مع الدول العربية وتأمين مصالحها في العراق وتنعش آمالها بأن الخط القومي العربي هو في خطر وكذلك السعودية سوف تذهب بعيدا وتطرح ان سنة العراق هم في خطر. وستتدخل سوريا بكل ثقلها لترفع الحظر المفروض على بقايا حزب البعث لتعيده للحياة وهكذا يصبح العراق كبش الفداء نتيجة اخطاء سياسية المسؤولين عنه وخاصة الذين بيدهم زمام الأمر، وخير تجربة هي عندما دولت القضية الفلسطينية بعد ان غلب صراع قيادتها في حركاتها السياسية في تحقيق المصالح الفئوية للدول وأخذ كل فصيل ثوري فلسطيني يردد ما تطلبه منه الدولة الداعمة له واستخدمت هذه الفصائل لتدمير الثورة الفلسطينية وضياع فلسطين كدولة مما انعكس ذلك على الوجود الفلسطيني في لبنان وتحريك جميع الفصائل الفلسطينية من دولها الداعمة لتكون أداة خراب لذلك البلد الذي يأويهم وكان من البلدان التي تنعم بالحرية والسيادة حتى أصبح وجود تلك الحركات الفلسطينية في لبنان بمثابة دولة داخل دولة. وكانت نتيجة تلك التدخلات هي الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت خمسة عشر عاما. فهل ما مطلوب حاليا هو تدويل العراق حتى يستمر الصراع ونصبح تحت رحمة دول الجوار؟ وهل يصبح القرار العراقي قرارا حمال أوجه نتيجة المؤثرات الدولية والاقليمية؟ حمى الله العراق من تدويل قضيته ومما يحاك له من (الاخوة) دول الجوار ودول الاستعمار.
![]()