عادت الممرضات البلغاريات إلى عائلاتهن بعد ثماني سنوات من السجن في ليبيا. وتحاول بلغاريا في نفس الوقت استيعاب أسباب معاقبة هؤلاء المواطنات قضائيا حيث قالت كريستينا فولتشيفا الممرضة المتهمة بأنها كانت المدبرة للعمل التخريبي ضد ليبيا بإيعاز من "الموساد": "لا أستطيع التصديق حتى الوقت الحاضر بأنني أسير على أرض بلغارية". وأضافت فولتشيفا: "جرى أشعارنا بالخبر في الساعة الرابعة فجرا وفي الساعة الخامسة و45 دقيقة غادرنا السجن من أجل التوجه إلى الطائرة. والآن سأحاول العودة إلى حياتي السابقة".

الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني يؤكدون جميعهم تعرضهم للتعذيب. وتقول فولتشيفا إنها تعرضت للصعقة الكهربائية عشر مرات كحد أدنى عندما كانوا يطالبوها بتوقيع الاعتراف.

وأما ناسيا نينوفا أصغر الممرضات عمرا وأكثرهن كما يقال انفعالا وعمرها الآن 41 سنة فقد حاولت الانتحار.

واستفسرت بلغاريا مرات عن أسباب محاكمة مواطنيها فقط. فقد كان يعمل في مستشفى "الفاتح" في بنغازي مواطنون من دول أجنبية أخرى بمن فيهم ممرضات من فرنسا والفلبين. ومع ذلك عندما اكتشف في التسعينات أن مئات الأطفال مصابون بفيروس الإيدز اعتبرت ليبيا بلغاريا كما يعتقد الجانب البلغاري أضعف "كبش فداء" وبإلقاء الذنب على البلغار سعت للتستر على الاستخفاف بالقواعد الصحية واستخدام السرنجات مرات عديدة.

وأشار غيورغي ميليكوف الذي تابع هذه القصة إلى أن "بلغاريا كانت في تلك الفترة صديقا مقربا للولايات المتحدة ونشأت لدى الليبيين رغبة في إلقاء الذنب على أجانب معينين لأنه من السهل جدا في مجتمع كالمجتمع الليبي توضيح كل شيء بدسائس الموساد ووكالة الاستخبارات

المركزية الأمريكية.

"The Times" 25 / 7 / 2007 ـ نوفوستي