منتديات الفرات شكرا اخي ماجد وهذا الحل الامثل في حكومتنا هو
التأجيل.. هذه الكلمة السحرية أصبحت من أهم مرادفات القرار السياسي في عراقنا الحبيب، فكل شيء مؤجل عدا الموت فهو مستعجل. مشكلتنا هي عدم الجرأة على الحل الصعب، فعندما تواجه القادة أي مشكلة او معضلة ولا يجدون لها حلا سهلا نراهم يؤجلون البت فيها وان اسهل الحلول المطروحة واولها المطروح على الساحة السياسية هو المحاصصة التي ابتكرها سياسيونا لحل الأمور العالقة فيما بينهم فأصبحت المحاصصة السياسية كالقياس عند بعض الفقهاء الاسلاميين
فأي قرار يريد ان يقدم عليه القادة يعرضونه على المحاصصة فإن وافقها بتوا فيه وحسموا الأمور وإن تعارض مع مبدأ المحاصصة أجلوه الى فترة بعيدة وكأنهم في انتظار وحي ينزل من السماء كي يجد حلا لهذه المشكلة. وأول تأجيل بدءوه هو في القرار 140 ومسألة كركوك، حيث عندما عجر الساسة عن اجراء الاستفتاء والبت بقضية كركوك وجدوا ان اسهل حل أمامهم هو تأجيل القضية لمدة سنة ولكن المشكلة الأدهى ان السنة قد مرت ولم تحل هذه المشكلة ولم ينزل وحي من السماء يلهم السياسيين حلا عادلا لها يرضي جميع الأطراف ومن المؤمل ان تحذو هذه القضية حذو سابقاتها وتؤجل سنة اخرى ربما. وأمثلة أخرى على تأجيل بعض القضايا ذات الأهمية الكبيرة والتي يفترض ان توجد لها حلولا سريعة ألا وهما النشيد الوطني والعلم العراقي وبعض من فقرات الدستور الدائم. فليس من المعقول ان تمر اربع سنوات وأكثر على تغيير نظام الحكم ولا يزال البلد يعيش خلافات بين قادته وسياسييه على القضية الأهم وهي العلم او النشيد الوطني اللذان يمثلان الوحدة الوطنية والتلاحم للشعب ويعتبران هما رمز الدولة وسيادتها. أما اخر القرارات المنضمة الى طابور التأجيل فكانت قضية قانون النفط والغاز الذي أعلن اكثر من مصدر برلماني تأجيل التصويت عليه حتى شهر أيلول القادم. فلماذا هذا التأجيل؟ هل هو الحل المناسب؟ وماذا سيحدث في شهر أيلول حتى نؤجل القانون الى ذلك التاريخ؟ هل يعتقد النواب ان الحل سيأتي في شهر أيلول؟ ام هم بانتظار تقرير كروكر-بتريوس، ذلك التقرير المنتظر من جميع السياسيين كأنه الفرج او هو ربما الوحي الذي تحدثت عنه كثيرا في هذه المقالة؟ ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)).

بقلم / د زحسين الكندي
منتديات الفرات