تحيه لك اخونا العزيز ماجد على نشر هذه المواضيع المهمه.
في لجة الظروف الحرجة التي تمر بها الأوطان تلتجئ الشعوب الى ذوي العقول لإيجاد حلول لإخراج البلاد من ازماتها الخانقة ونحن نرى في جميع الكتب السماوية تركيزا على العقل، ففي القرآن الكريم نقرأ: ((لقوم يعقلون)) و ((أفلا تعقلون)) و((أولي الألباب)).
كما نجد فيه مدى الاحترام الذي حظي به لقمان الحكيم كما ان الله سبحانه وتعالى ميز البشر بالعقل عن سائر المخلوقات، وفي الحديث القدسي أيضا يُذكر انه عندما خلق الباري عز وجل العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال وعزتي وجلالي بك أثيب وبك اعاقب. ثم نلاحظ أن التاريخ قد خلد ذوي العقول بدءا بالانبياء ثم الأوصياء ثم العلماء ولغاية يومنا هذا نحن نخلد علماء من أمثال أرسطو وأفلاطون وغيرهما فضلا عن العلماء المسلمين فلغاية يومنا هذا نحن نكرم هؤلاء العلماء لأن العلم مرتبط مع العقل وهذا بحث قد يطول على القارئ ولكن لنتناول ما يمر به العراق حاليا، فللأسف الشديد نرى العراق بأجمعه متجها نحو العضلات التي تستخدم في القتل والدمار. فمثلا بعد زوال نظام صدام على أيدي القوات الأجنبية وعودة الأحزاب والحركات السياسية للساحة العراقية بعد بزوغ المناداة بالوعود الديمقراطية لم نر احزابنا تبحث عن عقول لبناء العراق بل كان العكس حيث التوجه لتكوين ميليشيات للقتل والدمار والخراب حتى انها اعطيت الأولوية لكي تعيث في البلاد فسادا. فهل نحن بحاجة الى هذا الكم الهائل من القتل؟ وإلى هذا الكم الهائل من الدمار؟ وإلى هذا الكم الهائل من الميليشيات التي اخذت دور الدولة وغلبت مصالحها فوق مصلحة الوطن ام ان العراق دائما هو عكس الدنيا؟ العالم يبحث عن الاعمار ونحن نبحث عن الدمار، فهل العراق بحاجة الى هذه العضلات التي تستخدم للقتل ام ان العراق بحاجة الى عقول تفكر وتعمل؟ حمى الله العراق من عضلات القتل ووفقه لتحكيم العقل.



رد مع اقتباس