الزكاة هي التعبير القرآني عن قيم التكافل في المجتمع الإسلامي، وهى في أحد وجوهها المرادف الموضوعي للضرائب بالمعايير الغربية الحالية، والتي تعد الأساس لقيام الدولة الحديثة بالتزاماتها أمام مواطنيها، وفي أداء واجباتها الأساسية من دفع الأجور والمرتبات للعاملين بجهاز الدولة، وفي حفظ الأمن وبناء المرافق وصيانتها.
وبالإضافة إلى الزكاة كمفهوم شامل لقيم التكافل الإنساني التي يمارسها عامة المسلمين باعتبارها أحد أركان الدين يطبق المسلمون الشيعة نوعًا إضافيًا من التكافل الاجتماعي؛ هو نسبة الخمس التي تميز المسلمين الشيعة عما سواهم.
ونسبة الخمس يؤديها المسلم الشيعي استنادًا إلى أحد تفسيرات الآية الكريمة: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}[1].
وتذهب نسبة الخمس المخصصة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بحسب التفسير الشيعي المعتمد للآية إلى الفقهاء الذين يوزعون هذه الزكاوات على مستحقيها ويصرفونها في مصارفها الشرعية؛ الأمر الذي حقق للفقهاء الشيعة بالتبعية هامشًا كبيرًا من الاستقلالية عزت على نظرائهم من المسلمين السنة، وهو ما حفظ مكانتهم من تدخل حكام الدنيا ومن ضغوط حكام دولهم؛ وهو ما عزز بالمحصلة من قدرة هؤلاء الفقهاء على مقاومة السلطة الحاكمة اقتصاديا وسياسيًا، بل وحتى مناهضة توجهاتها الاجتماعية إن لزم الأمر.
وإن كانت الزكاة في العالم السني تدار بواسطة الأوقاف الإسلامية التابعة للدولة في أغلب الأحايين؛ فإن نسبة الخمس كانت -ولا تزال- تدار بواسطة الفقهاء الشيعة مباشرة ودون تدخل ووساطة حكوميين؛ وهو
ما صب في الحساب الأخير باتجاه استقلالية إضافية للفقهاء الشيعة
http://blog.ifrance.com/almourabit/p...e-un-cinquieme