مفاوضات غير رسمية بين التيار الصدري والميليشيات السنية




مسعى لتغيير صورته والظهور كحركة وطنية عراقية غير طائفية منتديات الفرات

كشفت مصادر عراقية عن اجراء اتصالات »غير رسمية« بين التيار الصدري والجماعات المسلحة على خلفية الاتفاق على مواجهة عدو مشترك يتمثل في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.. والاحتلال الامريكي.
وقالت صحيفة »واشنطن بوست« في تقرير موسع حول التيار الصدري وجيش المهدي ان قياديين في التيار اجروا مباحثات غير رسمية مع جماعات سياسية ومسلحة سنية في الشهر الماضي ولم يستبعد النائب العراقي عن كتلة التوافق حسين الفلوجي اجراء هذه المباحثات، وقال للصحيفة: »نحن نعتقد بوجود امكانية لاقامة علاقات اكثر وثوقاً بين الطرفين«. كما نسبت الصحيفة الى شخص استخدمت كنيته فقط، وهو »ابو عجا النعيميي« ووصفته بانه قائد في »كتائب ثورة العشرين«، احد الميليشيات السنية، قوله ان ممثلين من التيار الصدري اجروا محادثات غير رسمية مع جماعته.

تحولات

وتحصل هذه التطورات في اطار تحولات في نهج التيار الصدري، قالت الصحيفة انها تحاول اعادة رسم صورة التيار بوصفه حركة سياسية وطنية معتدلة، وغير متطرفة، بل غير معادية للامريكيين ايضا.
وشملت هذه التحولات:
¼ اجراء اتصالات مع قادة ستة، من الجناح السياسي ومن الميليشيات المسلحة.
¼ تطهير جيش المهدي من العناصر المتطرفة المعادية للسنة، وصل عددهم الـ قرابة 600 مسلح.
¼ العمل على وضع مسافة بين التيار الصدري وبين الائتلاف الشيعي الهش، الذي يقود حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وهي حكومة كثيرا ما توجخ اليها اصابع الاتهام بالفساد وعدم الكفاءة والتحيز.
¼ صعود عناصر معتدلة الى مراكز قيادية في التيار الصدري تؤمن بالانفتاح على السنة.
¼ واخيرا، محاولة تقليل اللهجة العراقية للولايات المتحدة، واعلان الترحيب بالشركات الامريكية، وليس القوات الامريكية، لاظهار الاستعداد للتعاون الاقتصادي.

العدد المشترك

ومما يساعد على حصول تقارب بين التيار الصدري من جهة، والسنة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، ان الولايات المتحدة تعتبر أن »القاعدة« هي التنظيم الأكثر خطراً على الاستقرار والأمن في العراق، وليس جيش المهدي، الذي يشكل ثاني قوة عسكرية في العراق، بعد القوات الأمريكية نفسها.
ويدرك قادة التيار الصدري هذا التحول، ويرون بأنه بالامكان عبر التعاون مع الميليشيات السنية المعادية ايضا للقاعدة ـ ان تتشكل جبهة عراقية (ميليشية ـ سنية) تتولى القضاء على القاعدة، وبالتالي تؤدي الى تحقيق الاستقرار في العراق.
وعند تحقيق هذا، وعند اكتمال بناء القوة العسكرية والأمنية العراقية، تزول مبررات وجود القوات الأمريكية، وبالتالي تكتسب الدعوة الى انسحابها من العراق، اساساً قوياً.
لكن هذا لا يعني ان طريق التحالف الصدري ـ السني سالكا، فما زالت هناك العديد من المسائل السياسية المختلف عليها ومن هذه المسائل قضية توقيت انسحاب القوات الأمريكية، حيث يتخوف بعض القيادات السنية من أن اي انسحاب سريع او فوري، قد يؤدي الى زعزعة امن المناطق السنية كما أن الطرفين يختلفان حول مسألة اعادة توظيف منتسبي حزب البعث والاجهزة الحكومية المنحلة، او من يسميهم الصدريون بالصداميين.
لذا يتحفظ الصدريون عن مسألة المصالحة اذا كانت تشمل هؤلاء.
ويقول النائب الصدري فلاح حسن شنشل في حديثه لصحيفة »واشنطن بوست« ان التيار الصدري يرفض المصالحة الوطنية اذا كانت تعني عودة البعثيين الصداميين.
وهذه الخلافات تجعل البعض يرى ان الاتفاق بين الطرفين صعب، يقول النائب رضا جواد تقي، من المجلس الأعلى ان ما بين الطرفين فجوة من الدم، ولا يوجد امكانية للمصالحة بينهما.
يذكر ان التقرير الذي أعده ونشره مركز »جاثام هاوس« مؤخرا دعا الى الاعتراف بالتيار الصدري، وعدم تجاهله واعتباره قوة مهمة في رسم مسار الأحداث وصورة العراق الراهنة والمستقبلية.