الجمعة الثانية من جمعات الإصلاح الإلهي (13-4)
بسم الله الغني الكريم القوي القدير
والصلاة على أول المسلمين محمد وسادة الموحدين الأئمة الأطهار والحمد لله رب العالمين
اللهم إنّا نتوب إليك إن يوماً شكونا حالنا الى غيرك ، ونتوب إليك إن يوماً إستعنا بغير عونك ، ونتوب إليك إن يوماً إفتقرنا الى عطاء غيرك ، ونتوب إليك إن يوماً يئسنا من فرجك أو قنطنا من رحمتك ، ونتوب إليك إن يوماً إغتررنا بحولنا وقوتنا ولم نلجأ الى حولك وقوتك ، ونتوب إليك إن يوماً إعتمدنا على العاجزين ولم نعتمد على قدرتك ، ونتوب إليك إن يوماً أملنا بالمفلسين ولم نأمل بغناك ، ونتوب إليك إن يوماً طلبنا من البخلاء ولم نطلب منك وأنت الكريم ، ونتوب إليك إن يوماً إتكلنا على غير نصرك وسندك ، ونتوب إليك إن يوماً وقفنا بباب أهل الدنيا ولم نقف ببابك ، ونتوب إليك إن يوماً كان رجاءنا من غيرك والى غير توفيقك ومددك .
والسلام على رسل الله وأوليائه ، والسلام على خليفة الله على عباده
إن على جميع المؤمنين في كل العالم أن يدركوا أن كل مصائبهم ومصاعبهم ناتجة عن إستغنائهم عن مدد ربهم ، وإعتمادهم على أهل الدنيا وعلى عقولهم وقوتهم ، وناتجة عن عدم رجائهم من الله وعدم طلبهم من الله وعدم إتكالهم على توفيقه ..
فعلى جميع المؤمنين في العالم مهما كانت أصولهم الدينية ومذاهبهم الشكلية أن يثقوا بغنى الله وكرمه ، ويطلبوا من عطائه ، ويثقوا بقوة الله وقدرته ، ويطلبوا سنده وحلوله ، ويثقوا أنه بيده وحده سبحانه المخرج من كل ضنك العيش ، والفرج من كل أزمات الواقع ، والنجاة من كل فتن السياسة ، والصحوة من كل ضلال المذاهب والأديان ، والخلاص من كل حيرة الأفكار ، وبيده وحده راحة الدنيا وفوز الآخرة ، فلنترك إغترارنا وإستغناءنا ونلجأ الى ربنا ..
وعلى الجميع أن يدركوا أنه لا ينفعهم غير الله ، ولا يفيدهم إلا ربهم ، فليجربوا بصدق عرض حاجاتهم عليه وطلب توفيقه ، وسيرون كيف يُفرج الله عنهم ، فلمَ يطلبون العون والفرج من الحكومات والدول والمال والسلاح قبل أن يطلبوه من الله ، فهل يفزع الملهوف إلا الى ربه ، وهل يُنقذ الإنسان إلا خالقه ، وهل الأمور بيد أحدٍ غيره ، وهل أحدٌ أرحم بنا منه أو أكرم معنا منه أو أقدر على جوابنا منه ..
إذاً على الجميع أن يتوجهوا الى الله بقلوبهم ولا يتوجهوا الى أهل الدنيا ، ويأملوا من الله ، ولا يأملوا من قوى الدنيا ، ويثقوا بالله ولا يثقوا بأهل الإدعاءات ، ويعتمدوا على الله فعطاء الله أكبر وأطهر وأفضل وأحسن ، فهو يُعطي الأمان بطريق أقصر وأيسر ، ويُعطي الرفاهية بطريقٍ أسهل وأنقى ، ويعطي الحاجات المعنوية التي لا يعطيها غيره ..
وكي يقبل الله دعاءنا وطلبنا علينا أن نغير منهجنا معه لنكون مقبولين في ساحته قريبين من رضاه ، وعلينا أن نقدم الصدقات كي ننال الإجابة منه ، ونترك حب الدنيا لأجله ، ونسامح من يؤذينا لأجله ، ونصلح ذات البين لأجله ، ونرفض كل ظلم وباطل وزور كي يقبل الدعاء منا ..
وعلى جميع المؤمنين في العالم أن يقولوا ربنا ليس لنا غيرك ، أنت أملنا وسندنا وثقتنا وملاذنا ومفزعنا ، وعليهم أن يتذكروا نعم الله عليهم ، فيطلبوا من خالقهم كل حاجاتهم ، ويقولوا يا الله يا ربنا افتح علينا وفرج عنا ، فإذا قالوها بقلوب صادقة حينها سيرون كيف يُسهل الله سبحانه أمورهم ويفتح لهم سبل الأمان والإصلاح والسلام ، ويُفرج عنهم بفرج مادي وبفرج معنوي أكبر مما يتوقعون سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو شعوباً أو البشرية كلها ، والله ذو الفضل العظيم .
والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه
ولا يُسلم الى البلاء من إعتصم بعونه ووثق بكرمه