+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الجمعة الرابعة من جمعات الإصلاح الإلهي (27-4)

  1. #1
    عضو مشارك الميقن بالظهور is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    بغداد/العراق
    المشاركات
    61

    افتراضي الجمعة الرابعة من جمعات الإصلاح الإلهي (27-4)

    الجمعة الرابعة من جمعات الإصلاح الإلهي (27-4)

    بسم الله مفرج الكروب وكاشف البلايا وله السلطان في الأرض والسماء




    اللهم إنا نشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت العليم بحالنا الخبير بما يُصلحنا المهيمن على واقعنا المدبر لحاجاتنا ، ونشهد أنك تفعل ما تشاء وبيدك الخير كله وأنك على كل شيء قدير وإذا أردت أمراً إنما تقول له كن فيكون ، ونشهد أنك ملاذ الحائرين وأمان الخائفين ومفزع المكروبين ومجيب المضطرين ، ونشهد لك أنك العدة في كل شدة والرجاء عند كل بلاء والعون في كل حاجة والملجأ عند كل إضطرار ، ونشهد أن لا شيء فوق حكمك فقد تواضع كل شيء لعظمتك ، ولا شيء فوق مشيئتك فقد ذل كل شيء لعزتك ، ولا شيء فوق إرادتك فقد استسلم كل شيء لقدرتك ، ولا شيء فوق سلطانك فقد خضع كل شيء لهيبتك ، فأي بابٍ غير بابك نطرق ، وأي فرج غير فرجك نرجو ، وأي كرم غير كرمك نطلب ، وأي فضل غير فضلك نريد ، فأنت ربنا الرحمن المستعان الحنان المنان ، والحمد لله رب السماوات والأرض وما بينهما ، والصلاة على رسول الله عز التوحيد محمد المصطفى وعلى أهل البيت أركان الإيمان وعلى وارثهم بالحق خليفته في أرضه .
    إن المؤسف حقاً من حال البشرية جمعاء أنها تمر بالمتاعب والمصاعب والمصائب والنوائب كلها ولا تلجأ الى ربها ، ولا تفتقر الى توفيقه ، ولا تعترف بحاجتها لعونه ، ولا تتواضع له وتعلن فشلها بين يديه ، ولا تطلب الغوث منه ، فهي غارقة بالإغترار بالنفس والإعتداد بالعقل والركون لما بأيديها والإستغناء عن مدده سبحانه ، رغم كل حلم الله معها وكرم الله لها وستر الله عليها ونعمة الله فيها ..
    فعندما تمر أي جماعة أو أمة بأزمات تسلبها الأمان وتغرقها بالفتن وتصيبها بالتمزق وتحزنها بالقتل والدماء ، فهل تلجأ الى الله بالدعاء والطلب والإفتقار والتواضع ، لا طبعاً ، بل تلجأ الى كل الحلول التي بيدها ولا تلجأ الى الله قبلها ومعها ، فأناس يقولون أن الحل هو بالسلاح والحل أمني وعسكري ، وأناس يقولون أن الحل بالتفاوض والحل دبلوماسي وسياسي ، وآخرون يقولون أن الحل من كلا الأمرين ، والحقيقة أن الحل ليس في هذه كلها .. فالحل لكل أزمة هو حل إلهي ، والحل لكل فتنة هو حل الله ، والحل في كل مصيبة هو تدخل الله ، والحل في كل عسر هو فرج الله ..
    فإذا توجهت الناس الى ربها بصدق وتواضع وتضرع وإحتياج فإن الله سبحانه لن يقصر معهم أبداً وسوف يجعل لهم من كل أزمة مخرجاً ، ومن كل ضنك خلاصاً ، ومن كل مهلكة نجاة ، ومن كل حيرة إنقاذ ، لكن من منهم يلجأ الى الله ، فإذا لجأوا إليه سبحانه يُعطيهم إنتصاراً وأماناً لا تعطيه كل الأسلحة والجيوش ، ويُعطيهم نجاحاً وألفة لا تعطيه كل سياساتهم ومفاوضاتهم ومؤتمراتهم ، ويجعل لهم مخرجاً من حيث لا يحتسبون ، لكن الناس لم تثق بربها وإنما وثقت بنفسها ، ولم تحسن الظن به وإنما أحسنت الظن بزعمائها الحائرين ، ولم تصدق بقدرته وإنما صدّقت بحلولها الفاشلة ، ولم تعتمد على عونه وإنما إعتمدت على أسبابها المادية العاجزة ..
    والله سبحانه يريها بحكمته ورحمته العجز كله والفشل كله عسى أن تؤوب إليه وتدرك أن كل حل فهو من الله سبحانه ، وهو القادر على أن ينقذها بليلة واحدة ويغير قضاءها بساعة واحدة ، وإذا فرّج الله عن الشعوب بإطفاء نار الحروب ستراً منه عليهم ، ومناً منه إليهم ، فهم لا يُرجعون ذلك كله الى ربهم ، بل يقولون أن جهودنا قد نجحت ، وقوتنا قد فرضت أمراً واقعاً ، متناسين كرم الله ، ومتجاهلين قوة الله ، وغافلين عن حقيقة أن كل سوء منهم وكل خير فهو من الله ربهم ، وهم على هذا الحال حتى يأتي أمر الله الغالب وسلطان الله القاهر ونصر الله المبين وفتح الله العظيم ، حينها سيعلمون أنهم كانوا في غفلة ، وكانوا بقوة ربهم مستهزئين ، وكانوا عن آياته معرضين ..
    فالمطلوب الآن من العالم عموماً ومن كل شعب يمر بضنك عيش أو عسر حال أو فتنة سياسة أو مصائب قتل أن يلجأ الى الله ، مبتدئاً بالإعتذار عن حاله المُعرض عن ربه والغافل عن دوره سبحانه والمستهين بتدخله والمتجاهل لأهمية فرجه ، ثم يدخلوا في نهج الإستغفار فيغيروا منهجهم معه سبحانه ، ويُعلنوا أن الحل هو حلٌ أخلاقي يبدأ بإصلاح أخلاق الناس مع الله ، وحلٌ إيماني يُعلن الإيمان بقدرة الله وكرم الله ، فإذا ساروا خطوة واحدة بهذا الإتجاه حينها سيحصلون على الحل الإلهي لكل مشاكلهم ، والله سبحانه يُغير واقع الناس المادي إذا غيروا واقعهم المعنوي معه ، والله ربنا هو التواب العفو الغفور الرحيم ، فتوبوا الى الله أيها الناس ، وارجعوا إليه ، وتواضعوا له ، واطلبوا منه.




    والحمد لله الذي بيده الفرج كله والأمان كله والخير كله

  2. #2
    مشرف متفرغ رونق الحياة is on a distinguished road الصورة الرمزية رونق الحياة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    13,849

    افتراضي مشاركة: الجمعة الرابعة من جمعات الإصلاح الإلهي (27-4)

    مشكور اخي جزاك الله خيرا

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك