الجدار الأمريكى تحول إلى معرض فنى عملاق
فنانون عراقيون يحولون الجدار الامنى إلى لوحات فنية
بغداد-خليل جليل: يعمل 45 فنانا عراقيا من الشباب على تحويل جدار كبير يقسم شارع السعدون بوسط بغداد إلى لوحات فنية عملاقة للتخفيف من وطأة رؤية الحواجز الاسمنتية التى باتت تعزل عددا من احياء المدينة وتكاد تصبح من معالمها الرئيسية.
وافترش الفنانون الشباب أرض شارع السعدون وهو من أقدم شوارع العاصمة سعيا إلى تحويل الجدار الذى يفصل جانبيه إلى لوحات فنية كبيرة تعكس التنوع البيئى لمناطق العراق المختلفة.
وقال الفنان ماهر حمود "42 عاما" "نأمل من خلال هذه اللوحات أن نكسر الحاجز النفسى لدى أهالينا الذين باتت الجدران تسبب استياءهم كونهم يرونها عوازل اسمنتية وكتل كونكريت صماء".
وأضاف حمود الذى انهى دراسته فى اكاديمية الفنون الجميلة عام 1990 "نحاول أن يكون لكل جدارية مضمون معين مستمد من بيئة احدى المدن العراقية لإبراز جمالية تلك المدن وما تتميز به من طبيعة قد تعيد إلى الأذهان الهدوء والارتياح".
ويبلغ طول الجدارية الواحدة تسعة أمتار وهى بارتفاع مترين ويقوم كل فنان بتنفيذ اعمال فنية على امتداد مسافة تصل الى 500 متر وتضم 40 جدارية.
ويستعمل هؤلاء الفنانون الشباب مواد تلوين تقاوم تأثيرات الجو.
ويأمل حمود وزملائه فى أن تسهم هذه الجداريات فى إعادة الروح لهذا الشارع الذى كان سابقا من أجمل شوارع العاصمة بل كان مكانا للترويح وقضاء اوقات ممتعة.
وحملت الجدران رسوما تعكس بيئة الأهوار الجميلة التى يتميز بها جنوب العراق ومناظر الصحراء المترامية الأطراف الممتدة غرب البلاد إلى جانب الطبيعة الخلابة فى اقليم كردستان العراق.
من جهته يرى الفنان طه عبد العال "36 عاما" أن هذا المشروع الفنى "يتيح الفرصة للعراقيين لرؤية شيء ايجابى عبر استذكار مدنهم التى يعتزون بها كثيرا". وتابع "اعتقد ان ما يجمعنا كعراقيين هو اعتزازنا بالقيم الجمالية لمدننا وارضنا وتمسكنا دائما ببلادنا".
وأوضح عبد العال "يوجد بيننا من تبعث الشلالات والجبال شمال البلاد السعادة والأمل فى نفسه وهناك من يجد المتعة فى تفاصيل طبيعة الاهوار فى الجنوب".
فيما يقول الفنان محمد دوخان "33 عاما" "وجدنا ارتياحا كبيرا لدى من يرى لوحاتنا" وأكد أن "اهتمام كثيرين من أهالى المدينة كان عامل ثقة كبير ومبررا للتخطيط لانجاز اعمال مماثلة فى باقى مناطق العاصمة".
وأضاف "خلال اوقات العمل الذى يستمر أكثر من ست ساعات يوميا يتوقف العديد من متذوقى فن الرسم ليظهروا اعجابهم بأعمالنا الفنية التى بدأت تروقهم بدل كتل الاسمنت الصماء التى تثير لديهم شعورا بالاختناق".
ويقول عامر زيدان "41 عاما" وهو سائق سيارة أجرة "الجدار أصبح رائعا فانا اتعمد السير ببطء لاستمتع بهذه اللوحات الرائعة".
وتقوم أمانة بغداد بتوفير الدعم المادى عبر عقود عمل يتبنى تنفيذها رجال أعمال عراقيون يقومون بإمداد الفنانين بكل ما يلزمهم لانجاز عملهم بنجاح وتقديم أعمال فنية فى منتهى الجمال.