ومضات خاطفة : لماذا الآن يا سيد علاوي ؟ ــ مهدي قاسم

خطر على بالي هذا السؤال و أنا أقرأ بيان قائمة " العراقية " وأسمع تصريحات أقطاب " العراقية " و تهديداتهم بالانسحاب من الحكومة ومن البرلمان في آن واحد ، لأنهم اكتشفوا " فجأة " بأن الحكومة العراقية طائفية و أن الوضع الأمني مأزوم و أن الفساد المالي و الإداري قد بلغ عبر الركبة واصلا الرقبة و من هناك صعد قافزا حتى القبة !!!..
بالطبع أن كل هذه المأخذ و التشخيصات و الاعتراضات صحيحة و مضبوطة و دقيقة ، و فوق ذلك ، مائة في المائة ، و بالتالي لا غبار عليها و لا اعتراض ، إذ لقد سبق لنا و لغيرنا من الكتَّاب العراقيين العديدين ، أن فضحنا و عرينا منذ تأسيس مجلس الحكم المؤقت و حتى الآن ، نظام حكم المحاصصة الطائفية ، و اعتبرناه نظاما سيتحول عاجلا أم آجلا ، إلى مقبرة جاهزة لدفن العراق كيانا و وطنا و شعبا موحدا ، ووصفنا ملوك الفساد المالي من الطاقم السياسي الجديد : بحرامية بغداد تارة و بالفرهوديين تارة أخرى !..
إذ أننا لم نجد أوصافا تليق بهم أكثر من هذه الأوصاف المناسبة ! ..
إذن فما هو الجديد في الأمر يا قادة قائمة " العراقية " لتقوم قيامتكم المتأخرة بهذا الشكل المباغت و الصاعق ؟؟! .. و لماذا هذه اليقظة المفاجئة لضمائركم الميتة ، بينما العراق يطعن بعشرات طعنات يوميا ، و ينزف أخطر قطرات دمه المتبقية ، و ذلك منذ أن اشتركتم بترسيخ نظام حكم المحاصصة الطائفية وحيث ساهمتم فيه : سواء في مجلس الحكم المؤقت ، أوفي تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة برئاسة السيد علاوي ، أم الآن حيث لديكم أيضا أعضاء في حكومة المالكي "الطائفية " الراهنة ؟؟! ..
و إذا كنتم تعرفون بأن حكومة المالكي طائفية ــ وهي كذلك ــ فلماذا اشتركتم فيها منذ تشكليها و حتى الآن ؟؟! ..
و التي كانت قبلها ؟؟! .. ألم تكن طائفية ؟؟! ..
و بمناسبة الحديث عن الفساد المالي ، فأنتم الوحيدين الذين قد لا يحق لكم أن تتحدثوا عن الفساد المالي ، الذي قد وصل في عهد حكومتكم المؤقتة إلى قمة القمم ، سواء على يد شعلان أو أيهم إبراهيم أم على يد تلك الوزيرة الحلوة ليلى البغدادية التي استخدمتم نفوذكم للحيلولة دون اعتقالها بتهمة الاختلاس !!..
بالطبع هذا لا يعني أن البقية الباقية ممَن مارسوا الحكم أو كانوا قريبين منه ، أقل حرامية و فرهودية من بعضهم بعضا !..
مرة أخرى نتساءل : لماذا هذه الصحوة المباغتة من قبلكم على مصير العراق و العراقيين و رفع عقيرتكم بالنحيب و العويل و الولولة تارة و التهديد بالانسحاب و الانزواء تارة أخرى ، بعد كل هذه الغفوة الطويلة من الغياب و البعاد و الابتعاد ؟؟! ..
و أين كنتم كل هذه الفترة الطويلة الدامية من نزيف العراق و العراقيين ؟؟! .. أ كنتم في عمان أم في لندن أم في الإمارات العربية ، تستمتعون بهناء العيش و رغيده محفوفين بكل الأمن و الأمان ، بينما العراقيين المسالمين كانوا يُقتلون بالمئات و بالألوف المؤلفة شهرا بعد شهر كضحايا يوميين ؟؟! ..
و الآن .....
عندما تتضافر جهود عربية و دولية لإيجاد حل مناسب للأزمة العراقية ، كبارقة أمل ، و كقبس من انفراج ضوء في بداية النفق العراقي المظلم ، تخرجون علينا باكتشافكم " المذهل " عن الحكم الطائفي و عن الفساد المالي و الأزمة الأمنية ، كما لو كنتم جئتم للتو من المريخ ، و تتصرفون و كأنكم لم تكونوا من بناة هذا الحكم الطائفي و من حملة المعاول لدفن العراق وطنا و شعبا !..
أم أراكم تخافون من أن الجهود العربية و الدولية المنتظرة و الهادفة إلى إيجاد حل أو وفاق وطني ، قد تفلح في إخراج العراق من أزماته الراهنة ، و بالتالي ستكونون أنتم بعيدين عن دفة الحكم و السلطة و الامتيازات السلطوية التي تسيل لها لعابكم و تتقاتلون من أجلها ، كما الثعالب المتصارعة على الدجاجات الضالة ؟؟! ..
أما بالنسبة لنا ، فنحن نعتبركم أنتم الساسة العراقيين الجدد من صنّاع القرار السياسي ، ما بعد مرحلة صدام : نعتبركم جميعا حملة معاول و حفاري قبور العراق و العراقيين ، إلى حد سوف تلعنكم الأجيال القادمة أيما لعنة ، و ما من بعدها من لعنة !..
إذن فلِم كل هذا التبجح بالحرص العراقي المزيف والتظاهر بيقظة الضمير الوطني الميت ، بينما أنتم جميعا بحب فرهدة المال العام و بهوى خراب العراق سوا

الاجدربناقل المقال ان يكتب منقول ومن اين نقل الموضوع واتمنى من الاخ alwaili
ان يكتب لنا موضوع واحد يخص العراق من بنات افكارة وكفى نقلا لمثل هذه المواضيع
تقبل تحياتي
مشرف المنتديات السياسية والادبية