أخي الكريم Alghareeb تحية طيبة:

أولاً مشكور على المقال ونقلك له.

ثانياً لديّ تعقيب حول إسلوب المقال. شخصياً لاأؤمن بتأويل معظم مصائبنا في الشرق الأوسط إلى نظرية المؤامرة التي مابرأنا نسمعها من الأنظمة التي تسلطت على رقابنا دهوراً وليس دهراً من الزمان. أتفق على إن الإستعمار لهُ دور كبير في تخريب بلداننا كما هو ديدنه منذ أن عُرف معنى الإستعمار في قواميس اللغة العالمية، لكن هذا لايلغي دور مجتمعاتنا ودور قادتنا في المقدمة في عدم إتاحة الفرصة لكل من تسول له نفسه أن ينال من بلداننا. السؤال هو هل عمل القادة على تفويت الفرصة على الأجنبي أن ينال منا ؟ أللهم إن القادة إستطاعوا قمع الشعب ومن وقف بوجههم وأما البقية الباقية فكانوا أما مخدوعين أو خائفين أو مسايرين للنظام لغرض منفعتهم الذاتية. وبالتالي إتخذوا قراراتٍ وتوصيات أوصلتنا إلى مانحن فيهِ اليوم. مع الأسف مازال قسم كبير منا يحاول لوم المحتل والمستعمر، وينسى أن الشعب مشغول بحروبه الداخلية مع أخوته وأخواته.

أتذكر الآن ماكنت سمعته من الوالد عندما عاد من كوردستان العراق في السبعينيات، وروى لنا ماجرى بين الملا مصطفى البارزاني والسيد النائب حينذاك صدام حسين الذي كان يزور مقر الزعيم البرزاني (وكان ذلك إبان فترة المفاوضات بين القيادة الكوردية وبغداد حول قضية الحكم الذاتي). ذكَر بأن صدام بدأ كلامه بأن العرب والكُرد كانوا دائماً أخوة ويتخندقون في نفس الخندق وكانوا منذ الأزل يداً واحدة في وجه العدو، لكن الإستعمار ماهدأ من محاولاته التفريق بين الأثنين وكان دوماً يحاول تعكير الأجواء بين الأخوة في الوطن الواحد و و و و...

البارزاني لم يرد بتأييد أو شجب ماقاله صدام، بل سأله: ماذا ترى على سفح الجبل المواجه ؟ فنظر صدام إلى السفح وقال: أرى راعٍ مع قطيع أغنام. فسأله الملا مصطفى: طيب، إذا أتى الليل ونام الراعي وغفل عن أغنامهِ وأتت الذئاب وأكلت عدد من الأغنام فعلى من نلقي اللوم في الصبح في الأغنام التي أُكلت ؟ أجاب صدام: بالطبع الراعي. فقال حينها الملا مصطفى: سيادة النائب، نحن (الشعب) مثل هذه الأغنام وأنتم رعاتنا. والذئب هو الإستعمار، فكيف نلوم الإستعمار وكلنا يعلم ماهو الإستعمار. دوركم أنتم كرعاة أن تحافظوا علينا من شراسة هذا العدو لاأن تلومونه فهذا طبع الإستعمار وديدنهُ أن يفرق ويشتتنا.

وأتمنى أن أكون قد أوصلتُ فكرتي إليكم أخوتي وأخواتي، وتقبلوا إحترامي.

ibn-BAGHDAD