ابو الليث الليثي
اسعدتني بتواجدك
أنا صخرةٌ
كُنتُ ذاتَ يومٍ جُزءٌ من جبلٍ أشَم
تهاوى الجبل فانحدرتُ الى الوادي
وأستقرّ بي السكون بجانبِ ذلك الجدول
الذي كُنتُ اراهُ بعيداً ولم يَرني قط ...
أنا صخرةٌ نعم
أحملُ كلّ ملامح القسوة والخشونةِ والقوة
فلا شكلٌ يُبهرُ الناظرُ كعُصفور
ولا عطرٌ يُسحرُ الروحَ كزهرة
ولاصوتٌ يسكّنُ النفسَ كهدير الماء
ولكني جزءٌ من هذا العالم ...
أنا صخرةٌ نعم
ولكني أبكي
اُنظُر لذرّاتي .. ولأنين انكساراتي
ستُدرك حينها بأني أتـــألم ...!
أتألمُ بصمتٍ يُسمعُ الكون !!
يحنوا علي الجدول ويُرسلُ اليّ من زلالهِ ليروي مساماتي
ويُحسّنُ شَكلي الوَعر
ولكنه لايُدرك
بأن ذرّاتي عاشقاتٌ هائمات
مراهقاتٌ بالشوقِ مُكللات
بدأنَ يُصاحبنَ مَسيلهُ العذب ......
رغمَ خسارتي لأجزائي
رغم إنكساري
رغمَ إندثاري
أحببتُ جواره وفضّلتُ أن أفنى بينَ أحضانه
على أن أبقى صخرةً في أعالي الجبال
علّني في يومٍ ما . أكتسي بلونٍ أخضرٍ
فاضيفُ للجدولِ جمالاً لجماله
ويَمنحُني مرونةً بوصاله
بقلم وأوجاع :رفيقة القمر
11/11/2011