من زمان وآفة الإرهاب تهدد الجميع , فقد بح صوت سورية ومصر والسعودية وعلى التوالي ومنذ الثمانينات,ولاحياة لمن تنادي إذ كانت أمريكا وخليلتها بريطانيا مهمومتان بصياغة سيناريو تجديد الإستعمار , وكانتا بحاجة لاسطوانة الإرهاب من أجل الهيمنة
الإرهاب آفة لا تحارب بالسلاح فحسب، فقتل إرهابي يعني ولادة آخر. الحل الجذري هو في إعلان الحرب الفكرية على الارهاب وها هو الإرهاب منتشر في جميع الدول العربية والإسلامية، ودول المهجر والأمثلة كثيرة
لكن المشكلة إن جل الحرب الفكرية الموجهة الآن، ليست ضد الإرهاب، بل مؤيدة له!!! ادارة بوش تسببت فى هذا الهوجة الدموية بجرائمها المهولة فى العراق. ان غض الطرف عن هذه الجزئية سيقود الى فشل اكيد على اى مجهود لمكافحة الارهاب. بوش يقتل باسم الحرب على الارهاب استنادا إلى جريمة بن لادن ومنظمته الوهمية صغيرة الحجم والمعدومة الجذور فى الشارع الاسلامى.

هذه الحقيقة البسيطة تفرض على كل مثقف عربي متنور يخوض هذه المواجهة التي لا بد منها لتطهير المجتمعات من هذه الآفة المتفاقمة، حيث اعتبرها وبحق "لم يعد الارهاب آفة دولة دون أخرى". هذه الحرب الفكرية لا يمكن أن تنطلقَ ويكتب لها النجاح إلا بخوضها بصراحة وشجاعة مع التراث الإسلامي وأرضيته الإسمنتية الصلبة وتسمية الأشياء بأسمائها. لا ننسى هنا بأن شيوخ الإرهاب وأساطينه العلنية والمخفية، تغرف على هواها فتاوى من هذا التراث، وهي المحرك الأقوى للإرهاب والمغرر الأول بالشباب. فكرة الحاكمية مثلاً، هي فكرة غير عقلانية، ضبابية غير صالحة للتطبيق يرددونها فقط لقهر حرية الشعوب والاستبداد بها على مزاجهم. للأسف هذه الفكرة لا يرددها فقط القرضاوي بل أيضا ، الظواهري والبكري والزرقاوي والغنوشي والترابي ومعهم الكثير من المفكرين الإسلاميين وذلك لتبرير رفضهم للديمقراطية، التي يعتبرونها بضاعة غربية مستوردة غير صالحة لشرقنا العظيم .. الغارق في نعيمهم والجحيم. مع العلم أن الديمقراطية في الأساس هي : سياسية الشفافية والمساءلة والمحاسبة للحاكم .. من خلال قيم ومبادئ أخلاقية، لا يرفضها إلا المأزوم .. تحول الحاكم إلى رجل عادي، وتساويه أمام القانون مع المحكوم.

<!-- / message --><!-- sig -->