النحله على كرسي الاعتراف
![]()
أثناء فترة انتظاري حتى تنتهي النحلة من تجميع الرحيق فكرت كيف يمكنني أن أستفيد من هذه الفرصة وأتعرف على عالمها عن قرب وكيف يمكنني أن أتعلم منها دون أتدخل في شوؤنها الخاصة فتذكرت المنتدى وكرسي الاعتراف فعرضت عليها الفكرة بعد ان انتهت من تجميع اللقاح واستعدت للعودة الى الخلية فوجدتها تحرك أجنحتها فرحاً وأعربت عن سعادتها وموافقتها .
وبدأنا طريقنا الطويل الى بيتها وبدأنا أيضاً الأسئلة
فسألتها سؤالنا التقليدي وقلت لها ..
من أنتِ ؟
فقالت أنا من أنثى النحل والتي شرفني ربي بذكري في كتابه الكريم فقال سبحانه
(و َأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
سورة نحل (67-68)
فأنا ببساطة عاملة من عاملات النحل.
فقلت لها ولكني أرى ان حجمك صغير جدا فكيف تتمكنين من رؤية الزهور ؟
كيف تميزين بين أنواعها من هذه المسافات البعيدة ؟
وكيف يتحمل جسمك الضعيف هذه الرحلة الشاقة ؟
وكيف تجميعين الرحيق ؟ وكيف وأين تحمليه معك كل هذه المسافات؟ ،
وكيف تحمي نفسك من مخاطر الطريق؟ و كيف لا تضلين طريقك ؟ و .......
توقفت عن الأسئلة فجأة لأني اكتشفت ان فضولي سبقني وخشيت
ان اكون قد تجاوزت حدودي فسكت لأترك لها فرصة للكلام.
قالت أتتعجب من قدرة الخالق العظيم ؟!
الذي أتقن كل شئ خلقه !
تأمل وتدبر تركيب جسمي وستعرف اجابات أسئلتك الكثير
![]()
فيوجد لدي نوعان من العيون، النوع الأول يسمى بالعيون المركبة، وهما اثنتان، وتقعان على جانبي رأسي ، ويتكونان من آلاف من العدسات المتصلة ببعضها، وهذه استخدمها في الرؤية لمسافات بعيدة عندما أكون خارج الخلية، وكذلك فى رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عينك أنت ، وهذه ميزة كبيرة خصني الله بها لأنها تمكني من رؤية ألوان بعض الزهور، التي لا ترى إلا تحت الضوء فوق البنفسجي .
أما النوع الثاني من عيوني فيسمى العيون البسيطة، وعددها ثلاثة، وتحتل أعلى الرأس، وأستخدمها في رؤية الأشياء القريبة، وحاسة الإبصار عندي قوية جدًّا، كما يمكنني تمييز جميع الألوان عدا اللون الأحمر، وفى مقدمة رأسي يوجد قرنان للاستشعار، أستخدمهما في تحسس الأشياء وتذوقها، كما أني لي فمًا ذا فك قوى للمضغ، ولسانًا يسميه البعض "خرطومًا" له طرف يشبه الملعقة عندكم ، أستخدمه في امتصاص رحيق الأزهار.
ويوجد في صدري أربعة أجنحة رقيقة وشفافة، جناحان على كل جانب وعندما أطير فإنها تصدر صوتًا مميزًا يسمى "الأزيز"، وأستطيع أن أحرك أجنحتي بسرعة كبيرة جدًّا، تبلغ نحو أربعمائة مرة في الثانية الواحدة ، ويوجد أسفل الأجنحة ست أرجل، ثلاث منها على كل جانب من جانبي الصدر.
كما يوجد لدي عدد من الأجزاء المهمة جدًّا التي تساعدني في تأدية عملي، مثل كيس العسل أو حوصلة العسل، وهى عبارة عن معدة إضافية أخزن فيها الرحيق الذي أمتصه من الأزهار بلساني، كما يوجد في هذا الجزء الخلفي بعض الغدد التي تصنع الشمع المهم لبناء الخلية،
ثم نظرت لي نظرة ذات معنى وقالت بنبرة حادة :-
"كما يوجد لدي طرف مدبب أستخدمه في حماية نفسي وحماية الخلية من الأعداء والفضوليين" .
فابتسمت وقلت لها مفهوم مفهوم
وللرحلة بقية في الجزء الثالث