تركنا نونة وبمبوني وقد اختفيتا من القصر وقد ارسل الملك في اثرهما من يتعقبهما ويقتفي اثرهما ..ولكن الفرسان لم يكونوا ليصلون اليهما لان بمبو كانت تستعمل المراة العجيبة لرؤية كل شيء فكانت تعرف حركة الفرسان والى اين يتجهون وتشاهد كل شيء ولهذا كانت تختفي مع صديقتها كلما احست بالخطر الداهم وهو قادم ..
وكانت بمبو قد ارقها حب حبيبها ملك الاقزام وكانت تناجيه في اثناء فترة احتجازها في القصر فلم تطق صبرا على البعد عنه فلما كان ذات ليلة شعرت بحرارة الاشتياق تدبى في صدرها وتوجع خصرها واحست بضيق شديد ففاتحت نوني التي قالت لها :
نعم ان خروجنا من هذا المكان لازم وضروري بعد ان حبسنا الملك ومنع عني العلاج وانا اقتربت ان اعود الى طبيعتي ...هو لا يريد ان يصدق ان هناك مؤامرة وانها محكمة ومدبرة ..ولهذا يجب ان نفر علنا بعد ان نستقر ان نجد له النجاة ولنا العذر ..فلما اتفقا على ذلك غادرا القصر باستخدام المراة ودون ان يلحظ غيابهما احد ..
ولما مرت ليال طويلة واصبحتا بعيدتين عن المدينة قالت بمبو لنوني :
اريد ان ابتعد عنك الى تلك الاشجار علي ارى حبيبي الملك الصغير والقزم الامير ...فان قلبي في شوق اليه كثير وجسدي لم يعد يطيق بعدا عن ملمس حضنه الحرير ..
فلما ابتعدت وظلت نونة وحدها غالبها النعاس فنامت قليلا ثم انتفضت فزعة وهي تقول : الجن يعود الى القصر ويدخل غرفة الاميرة ...انه يخطط لحيلة كبيرة ويعرف اني بعيدة عنه ...يجب ان اعود الى مولاتي في الحال وليكن ما يكن فالله وحده يملك الاجال...
وفيما هي ترتب اغراضها للرحيل اذ سمعت خطى تقترب منها ولما كانت تعرف انه ليس من الجان فقد ادركت انه انسان ...وعلى ضوء القمر الخفيض تمكنت ان تشاهد وجه من اقترب منها فاذا هو جبار بغيض ..يزبد ويرغي ويغيض ووهو في هيئة الوحش اقرب منه الى الانس ...فتملكها الذعر والخوف خاصة انها كانت على ابواب ان تصبح قطة ...
كان الوحش يتقرب وهي تغمض عينيها وتقول : ارجوك لا تؤذني ارجوك ..
لكن الوحش انقض عليها وهو لا يفهم من كلامها شيئا ولا يبال بالخوف الذي بدا عليها ..



رد مع اقتباس