وتكمل بمبو القصة فتقول والصلاة والسلام على الرسول (ص) :
فلما مضى الشيخ تركني في حيرة فاقفلت الباب ومضيت الى سريري احمل الصرة فلما فتحتها فاذا يفوح منها المسك والعنبر والريحان وفيها مراة متعددة الالوان وهي لا تشبه مرايا هذا الزمان ...
فوضعتها على صدري وتمددت على سريري وانا احدق فيها واردد العبارة التي قالها الشيخ ...وبينما انا كذلك اذ ابصرت العالم يدور في المراة وتمر من خلاها السنوات وانا اشاهد بيتي واهلي وسائر الصديقات ...
وكان ان شاهدت نونة وهي قطة تموء ..وشاهدت الحرب والرجال منها تنوء ..
ومر وقت طويل وانا اشاهد العالم وهو يدور حتى اعتراني التعب والفتور وشعرت بان الدنيا تدور ...ولم ادر اللا وانا في عالم المنام اطوف في دنيا من الاقزام والكل يناديني في ود واحترام ...فما زلت امشي واسير وانا استعيذ بالله القدير حتى شاهدت صديقي الامير الصغير فهرعت اليه وركضت عازمة على ان ارتمي بين يديه ...
فلما ابصرني جاء الي ووضع يديه الصغيرتين بين يدي وقال لي :
قد نجحت في الامتحان ...واكرمني واياك الكريم المنان ...هل ترين من انا ..انا ملك الاقزام ...
فابتسمت وانا اشاهد ملايين الاقزام وهي تحرسه ....وتاتمر باوامره ..
فقال لي : لولا انك اكرمت الشيخ العجوز لما شاهدتني بعد ذلك ...لقد كان ذلك امتحان وانت نجحت ...فانت اليوم ملكة امير الاقزام ... ثم سالني :
هل لازال في قلبك لي منن الود مقام ؟
فاطرقت خجلا وقلت : بلى ...
فقال اذن سالتقيك في الغد عندما ينتصف النهار ...
وانتهى حلمي ومضيت في منامي ...
فلما جاء الغد وانتصف النهار مضيت الى الحدائق تحت ظل بعض الاشجار فمرت الريح بجانبي مسرعة وهي تحمل الي حبيبي امير الاقزام ...وتبادلنا الحديث والكلام وكان بيننا حديث الحب والوئام ولا زلت على ذلك حتى انتهت الحرب حينها قال لي الامير : ان الحرب قد اقفلت الابواب ويجب ان اذهب الى البلاد لنعمرها ولياكل سكاننا من خيرها ...سوف لن نلتقي الا مرة في الاسبوع ..وان اشتقتي الي نظرتي الي في المراة وجهيها صوب المشرق وستكون صورتي عندك ...
فبقيت على هذا المنوال الى الان والقزم هو الذي يساعدني في علاج نونة من خلال العشبة الميمونة التي تنبت في جبالهم ...
فقال لها الملك : وهل تمكنك ان ترينا صدق كلامك ؟
فاجابت بمبو :كيف يا مولاي ؟
فقال الملك : ان نرى ما رايت في المراة
فقالت بمبو : لا يمكن ذلك يا مولاي فهو محرم علي ومحال ...
فقال الملك : اني اشكك في روايتك حتى تاتيني ببرهان لا يقبل الجدال ..
فبكت بمبو وسكتت ...
حينها قالت سفيرة : اتاذن لي يا مولاي الملك اتاذينين لي يا اميرة ؟
فاذنا لها فقالت : هل يمكن ان نختبر صدق كلامها بطريقة اخرى ؟
فقال الملك : وماهي ؟
قالت سفيرة : ان تخبرنا بمبو عن اي شيء يكون خارج ناظرنا في هذه اللحظة فنصدقها ...
فاعجب الجميع برايها وقالوا جميعا : هيا يا بمبو ان كنت صادقة فهاتها ...
فاحضرت بمبو مراتها ....وقالت كلماتها وابصرت شاشة مراتها وظلت ساكتة واجمة وهي تقول :
انهم قادمون يا ملاي الملك ثلاث سفائن من الجنود ..كل منهم في صندوق مسدود ومعهم القردة والاسود وفي جيوبهم السكاكين اللماعة ونفسي منهم ملتاعة ..
فقال الملك بذعر شديد : اين هم ومن اين جاءوا ..؟
انهم في البحر يا مولاي ..في بحر مياهه سوداء ...وعليه اشرعة صماء لا شعار فيها الا الدماء ...