وتستطرد بمبو في قصتها فتقول ...فمرت ثلاث ليال وانا في ذهول فلا ياتيني المارد على الاطلاق وانا في غاقة الضيق والاختناق ..فلما مرت ثلاث ليال واربعة ايام وبينما كانت الناس نيام وانا قد فارتني المنام اذ طرق الباب طارق ...ففتحت له ...فاذا هو عجوز رث الثوب عليه ملامح الاعياء والنصب فسالته ما حاجتك وماهي بغيتك ....فسكت واطرق
فادخلته الدار واوقدت له النار واكرمته كل الكرم وكنت عند راسه اقوم مثل الخدم ..وهو في كل ذلك ساكت صامت لا يجيب على سؤال ولا يبادلني المقال ...
فلما انتهى قام من ساعته قاصدا الذهاب فوقفت له بالباب وهو مني في ارتياب .فقلت له :
ايها الشيخ الكبير ....ان اللي قد جن والظلام ارخى سدوله على الكون ...فاين تقصد وهنا الضيافة والكرم ..
وهنا مقاصد الهمم ...فهل يعجبك شيء فاتيك به ..ام تخش شيء فامنك منه ..
فسكت الشيخ ومضى ...
وبينما انا اهم بالنوم اذ طرق الباب من جديد ...فمضيت كي افتح فاذا هو الشيخ يعود من جديد وقد جائني بشيء ملفوف في خرقة قديمة ...فسالته ماهذا ؟
فقال لي هذه هدية ....لا يجب ان تراها غيرك جنية او انسية ...
فاستغربت من كلامه واخذت الصرة بيدي ...وقلت له :
من ارسلها ؟ ولماذا .
فقال لي : افتحيها عندما تكونين في السرير ....تجدين فيها مراة شاهدي وجهك فيها وانت ترددين الكلمة الاتية : يا كاشف الاسرار اكشف لي سرها يا جبار ...
واختفى الرجل وانا في حيرة ...



رد مع اقتباس