أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنها ستفتتح مراكز تخصصية طبية وهندسية استشارية وفقا لأحدث النظريات، داعية الكفاءات العراقية إلى العمل على إعادة المؤسسات العلمية إلى وضعها السابق، وفيما بينت أنها ستقوم بإرسال العلماء والطلاب ببعثات علمية في الخارج.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، خلال الاحتفال المركزي ليوم العلم والذي إقامته وزارة التعليم العالي إن "الكثير من التدريسيين والباحثين العراقيين يتطلعون إلى مستقبل أفضل، وإلى أبحاث يمكن أن تطور العراق أكثر مما هو عليه الآن"، داعيا جميع الكفاءات العراقية إلى أن "تكون على مستوى من الشجاعة الكبيرة لإعادة المؤسسات العلمية إلى وضعها السابق لكي تنجز ما عجز عنه الآخرون".
وشهد التعليم في العراق بمراحله المختلفة بحسب مراقبين تراجعاً ملحوظاً منذ حرب الخليج في عام 1991، فيما تبذل محاولات لإجراء بعض التغييرات على صعيد المناهج ومؤسسات التعليم، إلا أنها لم تثمر عن تغييرات كبيرة حتى الآن.
"ان المجتمع الذي يريد أن ينتقم بعضه من البعض الأخر لا يمكن أن يتقدم "سيتم إرسال العلماء والطلاب ببعثات علمية وزمالات دراسية.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كشفت، في الثاني من آذار الماضي، عن سعيها لإرسال أكثر من ألف طالب وطالبة سنويا لغرض الدراسة خارج العراق، وفق معايير خاصة بهذه البعثات.
وأكد الأديب أن "الوزارة ستفتتح مراكز تخصصية طبية وهندسية استشارية وحقول زراعية على احدث النظريات، وما يتلاءم مع البيئة العراقية"، مشيرا إلى أن "عمليات اغتيال الكفاءات العلمية تأتي في إطار التآمر على هذا المجتمع، الذي يعتبر من المجتمعات الأصيلة".
يذكر أن وتيرة هجرة الكفاءات العراقية تصاعدت بعد عام 2003، بسبب استمرار مسلسل الاغتيالات والاختطاف الذي يتعرضون له، إذ جاء في تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2008 أن أكثر من 2200 طبيب وممرض عراقي قتلوا، و250 اختطفوا منذ العام 2003، وأكثر من 20 ألفا من الكوادر الطبية من مجموع 34 ألفا، اضطروا إلى مغادرة العراق واختفى عشرات الآلاف منهم، كما اغتيل عدد كبير من العلماء والأكاديميين، فضلا عن اغتيال علماء الذرة العراقيين.