مرت نصف ساعة من السكون المهيب ..خشوع في القلب ...خدر في الاطراف ...وجع الذكرى يخز خاصرة الموقف ...خارج تفاصيل الزمان والمكان روحها تطير الان ...
كان وجه الاميرة يتبدل مثل الوان القزح ...يشحب ثم يزيد بياضا ...تحمر وجنتاها ثم تبدو كرات الوهن السوداء اشد عتمة وقتامة ...اي تمرين للنفس هذا الذي يمكنه ان يشق عباب المستحيل ويستولي على وجع اللحظات الراهنة ويصادرها ..
وانتفض جسد الاميرة في حركة خفيفة ..فهمست سفيرة الاحلام همسها الخفيض الذي يمزق صمت المكان مثل رصاصة تائهة :
اين انتي الان يا اميرة ...
فلم ترد الاميرة في الحال بل سحبت نفسا عميقا وهي تقول : اسافر فوق حقول الذئاب وجبال الخوف ...قمم من ثلج وخطر منزلقات سحرية ..انا فوق ماء ازرق يمتد بلا نهاية ..اخترق ببصري الثاقب عمق المحيط فاصطاد الاسماك والاعب الدلافين ...
لكن اين هو ؟ اين اميري ...
سفيرة : سترينه ركزي فقط وسترينه ...
فسحبت الاميرة نفسا طويلا وسمعت منها سفيرة اهة مبحوحة ...فبادرتها قائلة ..ساساعدك سامسك بيدك لا تضطربي حجين افعل ذلك ...
واقتربت منها سفيرة وجلست الى جوارها وامست يد الاميرة واغمضت عينيها وغاصت في بحور التامل ..
مرت الثواني طويلة مبرحة ..كانت الاميرة تشعر ببعض الالم ...شيء سحري يسري في بدنها ..يقرع مسامات جلدها فتنفح له ليغمر الجسد برد قاتل ...
لكنه لذيذ ...