على امواج الخليج الدافئة كان ثمة مركب شراعي ملون يتهادى على صفحته الزرقاء راسما دوائر تكبر ثم تبتعد مختفية ..كانت سفيرة الاحلام تمسك بقيثار من الفضة المطعم بالعاج وعلى اوتاره الحريرية تتحرك اناملها البيضا الرقيقة بخفة ساحرا الافق الهاديء بروعة تلك الموسيقى الناعمة ...وشعرها الفضي المنسدل مثل نسائم ربيع يتماوج بخفة مع النسيم ...
الاميرة التي كانت تقف في مقدمة المركب حيث تداعب النسائم خصلات شعرها الاسود داعبتها فراشة فسرقت منها لحظاتها ودفعتها بعيدا الى بوابات الذاكرة ...
فراشات خليج بيدرو الملونة التي كانت تجوب صفحات الماء وتلاعب البحارة واشرعة المراكب العتيقة وتحط على صدور الفتيات وقبعات العسكر كانت ترسم حول الاميرة في تلك اللحظة دائرة ملونة فتعيد اليها ذلك المشهد الذي تغلغل في ثنايا ذاكرتها وصار جزءا من عالم انوثتها يوم كانت طفلة .
حينها قبل اعوام طويلة مضت كانت نور الهدى تدور حول نافورة الحلم مع صديقاتها وقد قررن ان تحلم كل واحدة منهن بحلم واحد يكون امنيتها التي ستحققها لها الهة الانوثة ...
كن قد لبسن حينها ثيابا بالوان مختلفة ووضعت كل منهن على وجهها قناعا من جلد الغزلات وبدان بالدوران حول تلك النافورة التي يحكى ان سيد الالهة هو الذي فجرها في باحة ذلك القصر لتكون الهبة الالهية للبنات الجميلات في ان تتحق امانيهن بعد ان يصرن نساءا ..
استلزمها ثلاث دورات لتقرر مااذا تتمنى ...
حينها لم يكن خيالها الصغير يملك اي تصور عن الامنيات ..عن الحب ..عن فارس الحلم الذي يقبل على صهوة دب ابيض او حمار اشهب ...كانت مجرد طفلة تلهو ...ترمقها كل الاعين باشتهاء غريب واعجاب لم تفهم معناه ...
حينها تمنت امنية واحدة ( ان يمحو الله الكراهية من قلوب البشر وان يحبها الناس كلهم )
ضحكت الفتيان رفيقاتها اللواتي اخترن امنيات اخرى اقرب الى قلوب العذارى منها ..,فاختارت واحدة منهن فارسا يقتل ملك الشياطين كي يفوز بها واختارت ثانية ان تقترن باجمل جني في العالم اما الثالثة فارادت ان تكون ملكة تطاع ...ولهذا اضحكتهن امنيتها الخجولة البسيطة ..
قلن جميعا انها امنية كبيرة على الفتاة الصغيرة ..ولهذا فقد ضيعت الفرصة وسوف تظل نادمة بقية عمرها ..
هل كانت فعلا امنية كبيرة ان يحبني كل الناس ...ان يعم الخير والحب والسلام ..ان يختفي الظلام ...)
وقبل ان تكمل تساؤلاتها تهادي الى اذنيها غناء سفيرة الحلم بصوت مخملي عذب :



رد مع اقتباس