فجر اليوم التاسع والثلاثين ...

اسفر وجه السماء كاشفا عن حسن بهائها فتقلد عنق الافق درة الشمس التي اشرقت مثل كرة نار ذهبية تصبغ قمم الاشياء وتزيل ظلمات البحار ..
كانت الشمس لا تزال مثل حبة قمح صغيرة في الافق ..بعيدة لكنها جميلة ...
تلك التي كانت الشاهدة على دوي الاعوام الثقال وهي تهوي بمعاولها الثقيلة على البشر والابنية والكهوف فتحيلها الى مخلفات حرب !
شهدت الشمس على مرارة تلك الاعوام الطويلة التي كان فيها البشر يقاتلون الجن والشياطين ..
الحرب الكونية الاولى التي كان فيها كل شيء مباحا ...
حرب اثبات الوجود وهيمنة الجنس واصطياد الاخر ...
وكان الانسان اكثر الخاسرين ...
فقدت الاميرة نور الهدى فارسها الحبيب وصديقها القريب والذي كان قد اوشك على القتل او اصيب في احدى المعارك التي خاضها الجيش ضد مملكة الجن وكان ان يتحقق فيها النصر لو لا استعانة الجن بجيش من الكواسر الذي ضمن له الانتصار في تلك المعركة ..

نونة التي فقدت في احدى المعارك هويتها فتحولت الى هرة كانت احدى ضحايا اخر المعارك التي دارت في البحر واشتركت فيها الحيتان والريح والبرق تنتظر ان تنتهي الهدنة فيعود كل شيء الى وضعه الطبيعي وعسى ان تحصل على الشفاء مما اصابها ..

حين اشرقت شمس اليوم التاسع والثلاثين كانت كل الاعين صاحية تحاول ان تستعجل اللحظات ..ان تدير عقابر الزمن ان تفرك اعين الحقيقة لتتاكد ان كان هذا شظية من حلم ...
وتنهدت نور الهدى وضجيج استقبال الضيوف يربك اجفان النعاس :
ااااااااااااااااااه ...اسفر الافق عن فجر يوم جديد ..انها النهاية تقترب ..ليتها تكون كما نحب ..
وطرق الباب ونودي من وراء الحجاب :
سيدتي هل ستحظرين لالقاء التحية على سفيرة ارض الاحلام ..ام نتركها تستريح ؟

- بل ساتي انا ..