الكاتب: اعلام التعليم العالي
23/7/2011 10:46 صباحا
انتقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، الحملة الاعلامية التي يقودها بعض السياسيين ضد وزارة التعليم العالي لتعطيل حركة التطور التي تشهدها الوزارة. مبديا عزمه على الحد من كل مظاهر التخندق الطائفي والعرقي التي أقحمت في النظام التعليمي اطوال العقود الماضية، وتسببت في تراجع المسيرة التعليمية في العراق قياسا الى باقي بلدان العالم.
جاء ذلك خلال حضور الأديب لحفل تخرج الدورة 54 في جامعة بغداد والتي شملت 12500 متخرجا حصلوا على شهادة البكالوريوس في مختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية.
وقال الأديب أثناء الحفل الذي حضره وزراء ومسؤولون بارزون ونخب أكاديمية رفيعة، إضافة الى الآلاف من عوائل الطلبة المتخرجين، إن الفرحة التي تغمر قلوب الطلبة المتخرجين وهم يخطون أولى خطواتهم العملية للمساهمة في بناء العراق، تعطي رسالة واضحة لكل المتربصين بالتجربة العراقية الحديثة، مفادها "ان المسيرة التعليمية في العراق ماضية الى التطور مهما فعلتم لإعاقة هذا التطور، ولن تنجح كل محاولاتكم لإعادة عقارب الساعة الى الوراء".
وتابع الأديب وهو يتوسط الطلبة المتخرجين، أن هناك من يريد أن يقتل الفرحة التي تطغى على وجوهكم كما قتلوا المئات من زملائكم في الجامعة المستنصرية وجامعة الموصل وكليات جامعة بغداد بتفجيراتهم الارهابية. وسلاحهم في هذه المرة الحملات الاعلامية المضللة التي قادها بعض السياسيين الطائفيين لايقاف المسيرة التعليمية في العراق بشتى الذرائع، والطعن بالمؤسسات التعليمية في كل مفاصل وزارة التعليم والجامعات العراقية ومنها جامعتكم الام، جامعة بغداد العريقة.
واضاف الاديب أن "أساس الحملة الجديدة هو رفع الشعارات الطائفية مجددا، والتحجج بادعاءات التهميش الطائفي لزعزعة خطوات الحكومة العراقية التي سارت في الاتجاهات الوطنية الصحيحة رغم كل محاولاتهم لهز كيان الدولة العراقية"، مبينا ان هذه الادعاءات "لم تشفع لهؤلاء فيما مضى، ولن تشفع لهم الان بعد ان ترسخت دعائم التجربة العراقية عقب مرحلة مظلمة شهدتها البلاد جراء السياسة الشمولية لنظام البعث المباد وبعض مناصريه الذين ما زالوا يتغلغلون في المؤسسات التنفيذية والتشريعية في العراق حتى الان".
وأوضح الأديب أن وزارة التعليم العالي لديها أكثر من 450 الف طالب دراسات اولية ودراسات عليا، وأكثر من 40 الف تدريسي وباحث والاف المسؤولين والإداريين في الجامعات العراقية والمؤسسات التعليمية، لكن البعض يتجاهل هذه الأرقام التي تشكل البنية الاساسية لوزارة التعليم العالي العراق، ولا يحاول ان يبذل اي جهد ليسأل كم طالبا تخرج هذا العام وكم باحثا عراقيا حصل على زمالة او بعثة وكم بحثا انجز وكم منهجا تم تعديله وكم جامعة جديدة تم افتتاحها وكم ملفا للفساد تم كشفه، كل ما سألوا عنه هو كم مديرا عاما من هذا المذهب في هذه الدائرة وكم استاذا من المذهب الاخر في تلك الجامعة".
ووصف الأديب بعض السياسيين الذين قادوا حملة اعلامية مضللة ضد الوزارة بأنهم "يريدون ان يفرضوا علينا ان نكون طائفيين مثلهم ثم يتهمون الدولة العراقية بأنها دولة طائفية، وكأنهم لوحدهم من يمتلك القرار والسلطة ويستطيعون توجيه الامور كما يشاؤون وحين يشأوون في هذه البلاد التي تمتد من البصرة جنوبا حتى اقصى كردستان شمالا"، مضيفا أنهم "يريدون ان يعيدوا تثبيت ركائز دولة قائمة على الفئوية والتقسيمات المناطقية والعرقية والطائفية. لكن عليهم أن يعرفوا ان مرحلة التحشيد الطائفي التي نقلت البعض الى واجهة السلطة في غفلة من الزمن، انتهت الى الابد، وسياسة لي الأذرع التي يريدون العودة اليها، عفا عليها الزمن وصارت نسيا منسيا".
وتابع الاديب قائلا "لدينا الان، دولة عراقية يحكمها الهاجس الوطني باعتباره السقف الذي يظلل كل عراقي وعراقية، ومن المعيب فعلا ان ينحني السياسي والمسؤول الحكومي ليلتقط النفايات الطائفية التي سحقها الشعب العراقي وسار في طريقه الى المستقبل".
واضاف الاديب أن كل حركة تغيير تطويرية جرت في الوزارة "رافقتها ضجة إعلامية مفتعلة نعرف تماما من قادها وماذا يريد منها بالتحديد، يظنون أن هذه الحملات ستوقف بناء الدولة العراقية الجديدة وستساعدهم في حماية السيئين او المفسدين، لكن حركة التصحيح ستستمر في الوزارة رغم كل محاولاتهم، وسنستمر في خطط تطوير وزارة التعليم العالي وتصحيح مساراتها وفقا لمعايير الكفاءة والقدرة على الإدارة، وهذا لوحده كاف ليشعرنا بالاطمئنان بأن خطوات بناء النظام التعليمي في العراق تسير في طريقها الصحيح".
وقال الاديب متابعا "نريد من الآخرين ان لا يمارسوا سياسة عدائية ضد تطوير بنية المؤسسات العراقية، لدينا كامل الاستعداد لسماع الجميع والأخذ بأية طروحات تقدم بناء على الموضوعية والمهنية. لكن لن نساوم على حق العراق ببناء نظام تعليمي قائم على الكفاءة والعلمية لأنها الطريق الوحيد الى ردم الهوة المعرفية التي نشأت بيننا وبين باقي دول العالم نتيجة لسياسات النظام الشمولي المباد".
وفي ذات السياق، أبدى الاديب ثقته بأن القائمين على مؤسسات السلطة الرابعة التي دفعت أكثر من 250 شهيدا على طريق الحقيقة خلال السنوات الماضية، يعرفون تماما أنهم صناع الرأي العام، وعليهم تقع مسؤولية تحصين الشارع العراقي من الحمى الطائفية والتقسيمية التي يريد البعض ان يعيدها الى الشارع العراقي. مبينا أن "الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي هي الطريق الأمثل لتوجيه الرأي العام بالوجهة الصحيحة. وهو ما سيسجل لكل صحفي مهني، باحترام وتقدير عاليين، في تاريخ هذه البلاد التي عانت الكثير من سياسات التضليل خلال العقود الماضية".
وردد الطلبة المتخرجون قسم التخرج، في ختام الاحتفالية التي شهدت إطلاق المئات من حمامات السلام والالعاب النارية التي غطت سماء جامعة بغداد لعدة ساعات.