القرد المسلح

قبل ايام عرضت احدى المواقع على الشبكة العنكبوتية مقطع فيديو لقرد يلعب امام مجموعة من الجنود الذين ضننتهم للوهلة الاولى انهم من الجزيرة العربية لكن اتضح انهم من افريقيا ، يحملون في ايديهم رشاشات كلاشنكوف ويمازحون القرد ، قام احدهم بأعطاء هذا الـ( القرود ) رشاشه فأخذه بكل رحابة صدر وراح يلعب به وماهي الاثوان حتى انطلقت الرصاصات من الرشاش فسارع الجنود بالهرب من امامه . وفي مشهد غريزي ومعبر عن انتصار هذا الـ ( شاذي ) رفع الرشاش بكلتا يديه بارزا روح الانتصار والتفوق في ساحة القتال . انتهى
هذا المشهد السريع والمتسارع – بين ما كان يلعب وبينما استلم الرشاش لم يستمر الا بضع ثوان – يذكرني بالحالة العربية اليوم ، فالجماهير سلمت رقابها للحكام وحكامنا قرود
مايحدث اليوم على الساحة العربية سريع جدا ، فحينما استلم البو عزيزي قداحته واشعل النار في جسده حتى اخذت الارض العربية كلها بالفوران والازيز ، وكان جسد هذا الفقير المعدم كان مربوط بهذه الارض الواسعة الهرمة
انا مافعله البو عزيزي لايدعو الى الخوف او الشجب والاستنكار ، فهذا المسكين مل وجزع من تصرفات زين الشياطين وحاشيته وعبيده المبثوثين في الشوارع ، فأتخذ القرار بوضع حد ( لحياته فقط )
اما ما يخيف ويدعو الى الترقب هو ماتفعله مجموعة قرود الشركة ( الصهيونية ) من حكام وقادة دول الخليج والدول العربية وعلى رأسهم عبد الثالوث المشأوم حاكم نجد والحجاز كما اسماها صدام ابن حسين . فهذا العتل ومن هم على شاكلته من قواد توجسوا خيفة بعد ان رأوا مجموعة موميائات الحكم في العالم العربي يسقطون الواحد تلو الاخر ، ولم تنفعهم طائراتهم ولادباباتهم ولاجيوشهم بردع غضب الشارع العربي .
ان الاحداث اليوم على الساحة العربية في تسارع مخيف ، ولاتبشر بنذير خير على كل البلدان العربية وبدون استثناء ، وما زاد الطين بلة تنامي شعور الكره والبغض بين ابناء العرب ، فحصيلة الشتم والقذف والسب في نشرات الاخبار وفي الصحف والمجلات وصفحات الانترنت والتي جميعها مجيرة ومعدودة من قبل جهات حكومية تحاول هدم البلد المعادي عن طريق بث الاشاعات وخلق حالة من الفوضى عن طريق مواضيع ومقالات تبث روح الفرقة والعداء بين ابناء الوطن العربي الواحد .
ولنا في العراق خير مثال ، فبأمكانك الدخول لاي موقع على الشبكة العالمية وستجد مواضيع لكتاب ليسوا من العراق ومواضيعهم دائما تدفع الى بث الفرقة وزعزعة الاستقرار في العراق . ياترى مالهدف من ذلك ؟ ومن هو المستفيد ؟
الهدف كما اعتقد هو فك اوصال هذا البلد عن طريق ابناء هذا البلد او عن طريق اسم مستعار ينوه الى ان كاتب المقال هو عراقي اصيل 100 %
لكن لو اخذنا واحد من كتاب هذه المقالات وراينا كم المواضيع الموجهة الى الداخل ( العراقي ) لعرفنا ماهو القصد من دخول هذا الاحمق لهذا المكان .
وللاسف فأن العراق شعبا وأرضا مهيىء لمثل هذه الكتابات ، وهذا بعكس ماموجود في باقي البلدان العربية فمن الصعب اليوم ان اكتب مقال ينوه من قريب او بعيد عن حالة فراغ امني وسياسي مرعب في تونس وفي منتدى او موقع تونسي ، فمشاركتي سوف لمن تبقى ويتم حذفها .
وقبل ايام كتبت موضوع سياسي لم اقصد به أذكاء نار حقد او ضغينة في احد المجتمعات المضطربة ، لكن تفاجات حينما رأيت ان مساهمتي قد ( حذفت ) مع مافيها من نصح وتمنيات بالخير لهذا البلد ، وبقيت مساهمات ابناء هذا البلد التي تدعوا الى رص الصفوف ونسيان الماضي .
اعتقد بأننا بحاجة ماسة الى دروس في الوطنية وحب هذا البلد وترك ونبذ مايقوله تجار الانترنت وشبكات الاخبار المخابراتية والانتباه الى مايحصل والتثقيف عليه ، فالامور كما ارى انها تتسارع لما ليس فيه الخير للعراق والعراقيين بكافة مكوناتهم ولايتوهم احد بان الدولة الفلانية او الجهة الفلانية تريد مصلحتنا فـ( ماحك جلدك غير اضفرك ) و ( مرگتنا على زياگنه ) وعلى الغريب ان يكون اديب .
فالقرود اليوم منتشرون في كل مكان واسلحتهم موجهة الى صدورنا ، ولعل مايقتل اليوم هو سلاح ( التصور ) وليس سلاح ( التصديق والامر والواقع ) .
والامر الاخر هو انه علينا ان لانعطي فرصة لتجار الحروب والاشاعات والالتفات الى مايفيد بلدنا ، نقل ما يسر ونبذ ما لايسر فالمواطن العراقي لايحتاج الى قراءة موضوع لكي يتعكر صفو مزاجه فالشارع فيه ما يكفي .
ولعل ما اره اليوم يذكرني بتلك الاذاعة المشؤمة التي بثتها احدى الدول العربية والتي ادت فيما بعد الى دمار العراق قرابة 40 عاما


فهل من مستجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟