وقع العراق والولايات المتحدة، خلال عام 2008، اتفاقية الإطار الإستراتيجي لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال الى الشراكة الاستراتيجية مع امريكا في مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، تستند إلى تقليص عدد فرق إعادة الأعمار في المحافظات، فضلا عن توفير مهمة مستدامة لحكم القانون بما فيه برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار
وتتباين تصريحات السياسيين العراقيين بشأن بقاء جزء من القوات الأميركية في البلاد بعد عام 2011، بين القبول والرفض أو القبول الخجول، مع تحميل بعض الكتل كتلاً أخرى مسؤولية اتخاذ القرار، إذ اعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد، أن بقاء أو انسحاب القوات الأميركية من العراق ليس بيد رئيس الوزراء نوري المالكي، إنما بيد مجلس الوزراء المتمثل بالكتل السياسية، داعياً الأخيرة إلى اتخاذ موقف موحد تجاه هذا الموضوع، وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون وليد الحلي، أن العراق بحاجة لبقاء قوات أميركية رمزية لحماية أجوائه وكركوك ومناطق أخرى شرط موافقة مجلس النواب.

و وفق اخر تصريح للفرقة الأولى فرسان بالجيش الأميركي إن "السرية ألفا في الفوج 215 للدعم التابع للواء الثالث في الفرقة، ما تزال تركز على مواصلة تقديم المشورة والإسناد للقوات الأمنية العراقية والعمل معها، بالرغم من استمرار الجدل بشأن احتمال إعادة تموضع قوات الولايات المتحدة في العراق لكنهم سيستمرون في مساعدة العراقيين بأنشطة التدريب حتى تصبح قواتهم الأمنية قادرة ذاتياً ومجهزة بأفضل التجهيزات للتعامل مع التحديات في محافظة البصرة".
وأضاف مكتب الشؤون العامة للفرقة الأولى فرسان في بيان اخر " ان فريق الاستشارات والتدريب اللوجستي، ركز من خلال عمله مع آمرية النقليات في الفرقة 14 في الجيش العراقي لمدة أربعة أشهر، على اعداد المدربين وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على تولي المهمة من دون الاعتماد على قوات الولايات المتحدة في تدريبات شملت كيفية القيام بالخدمات والصيانة الوقائية و التدريب المتقدم في الأنظمة الكهربائية لمختلفة انواع المركبات المدنية والعسكرية" وبين أن "هذا التحول في التدريبات، مكن آمرية النقليات في الفرقة 14 من الاعتماد على نفسها ورفع جهوزيتها القتالية بشكل فعال"

لقد اسهم عمل الفريق الاستشاري الامريكي في الحد من عدد المهمات التي كان الجيش الأميركي يقوم بها خارج معسكراته ورفع مستوى ثقة الشعب العراقي بالجيش العراقي و القوات الامنية.كما إن التدريبات تعد خطوة مهمة جداً في عملية انتقال السلطات إلى الجيش العراقي الجديد والمستقل و قد عمل الفريق الاستشاري والمدربين اللوجستيين مع الجيش العراقي لأكثر من سبع سنوات، و قد آن الأوان لجيشنا العراقي ان يأخذ زمام الأمور على عاتقه و ان يتولى مهمة تدريب الجنود وتثقيفهم لأنهم مستقبل وطننا، وواجبهم أن يتقبلوا هذه المسؤولية العظيمة .

ان هذه التطورات تشير الى ان الانسحاب هو امر محسوم و سوف يتم في القريب العاجل , لذلك فان الامر يتطلب منا جميعا ان نعمل و بشكل جدي على بناء بلدنا و تطوير نظام الحكم و تثبيت الامن و عدم اعاقة عملية الانسحاب او مهاجمة القوات المنسحبة لان هذا سوف يودي الى بقاء القوات على عكس ما يعتقده البعض, أن تاريخ الأول من ايلول المقبل يمثل انتقالة تاريخية حاسمة في تاريخ العراق المعاصر و نقطة تحول مهمة في العلاقات العراقية الامريكة, اذ ان العلاقة سوف تاخذ طابعا تعاونيا و تتحول الى علاقة شراكة تودي الى تطوير مهارات و قدرات قوات الجيش و الشرطة العراقية و الاستفادة من خبرة الجيش الامريكي الطويلة في مجال مكافحة الارهاب.