يوم عرفة. <o:p></o:p>
وهو اليوم الأكبر في الحج. حيث يجتمع فيه الحجاج جميعا. وهو يوم عظيم عند الله. ولذلك يغفر فيه ذنوب الناس. وبعده يوافق عيد الأضحى. ومن الآداب المطلوبة فيه لبس الجديد والنظيف من الثياب وصلة الأرحام. وصلاة العبد فيه مطلوب إعلانها بالتكبير. ومن السنة التكبير بعد الصلوات حتي اليوم الرابع.
ورد في الأثر أن الله سبحانه وتعالي يشهد ملائكته يوم عرفة أنه قد غفر للحجيج. فهل المغفرة في هذا اليوم تشمل الكبائر؟
ما ورد في مغفرة الذنوب عموما بسبب الأعمال الصالحة وفي الأوقات الفاضلة محمول علي ما يتعلق بحقوق الله - تعالي - ومقيد بالمشيئة. فالله سبحانه وتعالي يتفضل بالمغفرة إذا شاء علي من يشاء.<o:p></o:p>
قال الله - تعالي - "لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله علي كل شيء قدير".
وعلي ذلك فما ورد عن المغفرة يوم عرفة لا يتعلق بحقوق العباد لأن حقوق العباد لابد من الوفاء بها لأصحابها. وإذا وضعت حقوق العباد فإن أصحاب الحقوق يكونون مغبونين إلا إذا عوضهم الله - تعالي - وأرضاهم. وذلك لا يكون إلا في الآخرة والذي نراه في النصوص الواردة في المغفرة وأنها محمولة علي الصغائر لتعلق الكبائر بحقوق العباد غالبا. وأن هذه المغفرة تتعلق بالعبادة التي تقوم علي أساسها المغفرة. فهناك ذنوب تكفرها الصلاة. وذنوب يكفرها الوضوء. وذنوب يكفرها الصوم. ولا تقوم عبادة مكان أخري في تكفير الذنوب التي تكفر بها. ومن أجل ذلك يعود الحاج وقد غفرت له ذنوب. وتبقي الذنوب الأخرى التي لا تكفر إلا بعبادة أخري جمعا بين النصوص في ذلك.
قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" أي له العمل بعد الحج وكأنه لم يرتكب ذنبا.
والله أعلم<o:p></o:p>