السيستاني والمجتمع العراقي في ميزان القرآن
السيستاني والمجتمع العراقي في ميزان القرآن
الكل يعلم ما موجود في العراق من دمار وخراب ونهب وسلب وغيرها ... وعلى كل الاصعدة والنواحي واكيد كل ذلك هو سببه المجتمع العراقي وان كان الكلام الذي انا بصدده اليوم جارحا لكن لابد من تقبله بكل روح رياضية مرنة لان العلاج في بعض الاحيان يكون مؤلما جدا او مرا لكنه في ذوق المريض بالمرض الشديد يحس به الذ من العسل وهذا العامل النفسي هو الذي نتجه اعتقاد المريض نفسه بفعالية هذا العلاج اضافة الى ألم المرض القوي وتسبباته في روح او نفس او جسد ذلك المريض .
فعلى كل حال لابد من تقبل الواقع والعلاج الذي ساوضحه بعد ان ابين للقارئ الكريم المرض الذي مني به هذا الشعب المسكين مع ملاحظة ان الكاتب لهذه السطور ليس بأفضل من غيره او فرح بهذا المرض بل لان الحقيقة المغيبة غابت عن الاعم الاغلب ولا اقول الكل لاسباب متباينة وانا استطعت ان اضع اصبعي عليها كان لزاما علي ان ابينها وانا تختلجني اهات وحسرات الالم على احبتي واخوتي وشعبي ونفسي وكل العراقيين .
فعندما قلت السبب في كل هذا هو المجتمع واعني بالمجتمع كل فرد عراقي ينظم مع اخيه ومن ثم الى اخوته او السواد الاعظم الاعظم من العراقيين لان المجتمع يستطيع ان يغير مسار حياته وحركة تاريخه نحو الافضل والافضل اذا كان حيا فعلا , والحياة هنا هي الاحاطة والمعرفة والقدرة والارادة على التغيير وشق الطريق والسير فيه جماعي محملين بالاحساس بالمسؤولية والعيون تنظر الى المصلحة العامة للشعب المظلوم .
لكن للاسف الشديد المؤلم مجتمعنا ميت لا يحرك ساكنا ازاء كل تلك المظلوميات التي صُبت عليه وهذا الموت المهلك الذي يختلف عن ذلك الموت المتعارف عليه او الذي هو يكون بالمعنى الحقيقي لا الكنائي او الرمزي كما يعبرون , هذا الموت يكون مخلف للويلات والهلاك والالام وسلب الكرامات وانتهاك الاعراض ونهب الثروات وغيرها , وهذا سببه أي الموت المهلك تعلق افراد المجتمع بمثل اعلى يعتقدون به انه مطلق لكنه (مثل اعلى منخفض) فحسب ما عبر احد الفلاسفة يقول عندما يتمسك المجتمع بمثل اعلى منخفض لايستطيع ان يقدمهم ويطورهم يكون التقديم منه تكراريا حيث انه يريهم واقعا محدودا متدنيا في دائرة ضيقة يجعله في اعينهم أي (افراد المجتمع) واقعا مطلقا ومثاليا لا يمكن لغيره ان ياتي به فهو دائما (المثل الاعلى المنخفض) أي (القائد للمجتمع) دائما يحرص على ان يجعل كل نظر افراد المجتمع يرون بعينيه ويسيرون بهداه ورأيه كما عبر القرأن الكريم عن ذلك بقوله تعالى { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي } فهذا الاستخفاف الفرعوني والمنهج الفرعوني جاهز وحاضر وطريق يسلكه القائد الغير الحقيقي الذي توهم به افراد المجتمع وجعلوه قائداً مطلقاً راسما لواقع ضخم متجدد واكيد لم يكن المثل الاعلى المنخفض لوحده قادرا على اقناع كل هذه الجماهير بل يستخدم اعوانا له ومساعدين ابالسة يُسمون بــ (الفراعنة) هؤلاء مهمتهم جذب الناس والتحرك صوب افراد المجتمع ومحاولات اقناع الافراد بواقع ذلك القائد المزيف ونظرته المزينة البراقة وتوجيهاته وكل وجهات نظره ولهذا يوجد عندهم اساليب متعددة منها التلبس بالزي الديني واللباس الاخلاقي , ومنها مساعدة بعض المحتاجين والانكسار لهم , ومنها توجيه افكار الناس نحو الدين الذي يريدونه هم وعلى اساس مصالحهم واهدافهم لا على اساس ضوابط دينية صحيحة سليمة , ومنها احتلالهم مراكز قيادية يجعلون الناس دائما وابدا لهم في حاجة ويتقبلون كل اطروحات الفراعنة , وعلى كل حال مهما تعددت الاسباب والنتائج والوسائل فالنتيجة واحدة وهي جذب الناس لذلك القائد الفرعوني (المثل الاعلى المنخفض) .
ومرة يكون المجتمع هو يجعل نفسه بين فكي القائد المزيف عندما يصاب بمرض الاُلفة والعادة والضياع فيكون حينئذ فرسية وادوات يمرر بها مشاريع ضخمة تخدم الفراعنة وتضر بهذه الاداوت التي بها ومن خلالها صار العمل لصالح فرعون وهذا ايضا عبر عنه القرأن الكريم بقوله { قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } فيكون الافراد ممن لا يحرك ساكنا الا صوب ماوجدوا سلفهم والاباء فيجمدون العقل ويقفلونه على هؤلاء الابالسة والفراعنة وفي كل الامور والاحوال يكون موت الناس والافراد , ويحكمون سيطرتهم الابالسة على عيون الناس وافكارهم ويمارسون معهم شتى انواع الاستخفاف والضحك على الذقون الى ان تصل الحالة يرون الليل نهارا والنهار ليلا كما هو الحال في العراق الجريح فتنطبق الاية الكريمة عليهم القائلة {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } .
وعلى سبيل المثال كما ترون الان الامة تمسكت بأسم (السيستاني) الذي على مدى يقارب من العشرين سنة لم يستطع ان يتقدم بأفراد الامة المتسمكة به ولو خطوة واحدة لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الثقافي ولا على الصعيد الاجتماعي ولا الديني الذي هو من اختصاصاته بل على العكس من ذلك ارجع افراد هذه الى الامة الى دون الصفر ولا تعتبرون هذا تجاوزا وتطاولا بل هو بحد ذاته نقدا بناء لواقع موجود امات الامة ووئد كرامتها في السبخة حتى على مستوى الحوزة فهو لا يعطي درسا ولا يكتب بحثا حتى رسالته العملية ليست له بالحقيقة ومن استنباطاته واستدلالاته فهي كما عبر عنها هو بكلامه (للسيد محسن الحكيم) ومن ثم غيّر فيها واضاف اليها السيد الخوئي حتى صارت بيد السيستاني ويقول حذفت بعض منها واضفت شيء ووضحت شيء ..
فلا اعرف له بحثا اصلا ولا درسا سواء كان مسجلا او مكتوبا اما باقي كتاباته فهي اساسها اما رسالة عملية مغير الاسم الاصلي لها اما رسالة استفتائية بمعنى اسئلة واجوبة فقهية لا اكثر ولا اقل ,ومن اراد التأكد فليدخل الى موقعه الخاص ويرى الكتب والبحوث التي يقولون عنها انها له فبعد النقر عليها تبدو انها غير مطبوعة !!
فأنا الان ليس بصدد تسليط الضوء على منجزات هذا العالم المعدومة بالعراق لكن النقد اتى بي الى ذلك وحري بي ان اكمل ما اريد ان اتطرق له .
الى ان ياتي اليوم الذي يكتشف به الافراد ان مُثُلهم الاعلى لا ينفعهم شيء ولا يقدم لهم واقعا الا واقعا تكراريا مأساويا محدودا ضيقا فتتفكك الجماعات وتنهار الامة بعد اذ كانت مجتمعة على قائد مشترك فيصبحون كما عبر القرأن المجيد { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ } هكذا عبر عنهم الكتاب بأنهم لا يعقلون أي لا يفهمون ولا يدركون وذلك نتيجته الاستخفاف الفرعوني ووسائله اضافة الى تحجير العقول وقفلها على منهج منحرف فاسد وتمسكهم بقدوة جامدة تفرز لهم واقعا تكراريا .
وهذا موجود الان وواقع ملموس في الامة فبعد سقوط الحكم السابق اخذت مرجعية السيستاني تبلور توجيهات ووجوبات شرعية من انتخابات دستور وحكومات وبرلمان وغيرها من امور حتى جعلت المجتمع في دائرة يدورون الافراد فيها حول انفسهم ولا يجدون جديدا ابدا وهذا ليس خاصا بمرجعية السيستاني بل حتى القيادات السياسية الحاكمة مشمولة بهذا الامر .
فحينئذ يكون كل فرد من الافراد اسير رغباته ومصالحه الشخصية الضيقة التي تقتصر على احتياجات عائلته من مسكن وملبس واكل وشرب فيبقى كل واحد يفكر بيومه يكون اسير يومه وساعاته لا يهمه المصلحة العامة وباقي افراد الامة ومعاناتهم فيكون سجين اسئلة ضيقة مثل - ماذا نأكل ؟ كيف نعمل ؟ كم المرتب الشهري ؟ في كم سلفة شهرية ام اسبوعية ام يومية أدخل فيها ؟ يفكر في أي سلع يأتي بها بأفضل طريقة اقساط ؟ كيف يوفر الراحة والاستقرار له ولأ ولاده ولعائلته؟ أي راحة ؟ أي استقرار؟ الراحة بالمعنى الرخيص من الراحة، والاستقرار بالمعنى القصير من الاستقرار فيكون الفرد بمعزل عن الاحساس بالمسؤولية فلا يفكر اصلا بتغيير لواقع مرير يعيشه نتيجة اولئك الفراعنة ومنهجهم .
فبعد ان ينطوي كل انسان على رغباته وحاجاته الخاصة ويكون ابن يومه لا ابا ليومه وابن واقعه لا ابا لواقعه ويكون ابنا للتاريخ لا صانعا له تكون الامة المتكونة من هؤلاء الافراد امة ميتة فاقدة الارادة عاجزة عن التغيير عديمة الثقة بجميع ما يحيطون بها حتى مع نفسها غير واثقة فلا تكون هناك امة تتحول إلى شبح ! لاتبقى امة حقيقة، وإنما هناك شبح امة.
فيقول احد المفكرين الاسلاميين انه في حالة من هذا القبيل توجد ثلاث اجراءات، ثلاث بدائل يمكن ان تنطبق على حالة هذه الامة الشبح.
الاجراء الاول / هو ان تتداعى هذه الامة أمام غزو عسكري من الخارج لان هذه الامة التي افرغت من محتواها، التي تخلّت عن وجودها كأمة، اصبحت مشتتة ومفككة منشغل كل فرد منها برغباته وحاجاته الشخصية فلا يوجد هناك من يفكر في الامة وتغيير مسارها وهذا ما وقع على الامة حتى دخل احتلال التتار.
الاجراء الثاني / هو الذوبان والانصهار في مثل اعلى اجنبي مستورد من الخارج , فعندما تكون الامة فاقدة لمثلها الاعلى للقدوة الحقيقية تبقى تبحث عن قدوة تتمسك بها , عن مثل اعلى مستورد مصدر من الخارج كي تمنحها قيادتها وزمام امورها .
واذا نظرنا الان نرى كل الذين فقدوا الثقة بالسيستاني او بالسيساسيين الذين حكموا نراهم بعد ان كانت الثقة موجودة عندهم كانوا سابقا ينادون ان لابد من مسك زمام القيادة بيد من يريده السيد ! او من يعينه السيستاني واذا بعد فقدان الثقة انهارت امة السيستاني والتي هي ذاتها امة المالكي والحكيم ومقتدى وغيرهم ممن تسلط على رقاب الناس نرى الامة بعد الانهيار تنازلت عن كل تصريحاتها وبدأت تقبل بالقليل ّ! تقبل بأن يأتي امريكي او اسرائيلي او أي شخص مستورد من الخارج حتى تعطيه وتمنحه قيادتها وزمام امورها وها انتم ترون الامة وصلت الى حد تمسكت بمسلسل تركي مدبلج وببطل الفلم وبطل المسلسل المسمى بــ (مراد) فالان يتمنون ان يمنحوا قيادتهم الى هذا الممثل على الرغم من انهم يعلمون علم اليقين انه مسلسل وفلم لكن الانهيار لم يجعلهم ينتبهوا الى حقيقة الواقع .
الاجراء الثالث / هو ان ينشأ في الامة بذور اعادة المثل الاعلى من جديد بلغة تتلائم مع مستوى الامة حتى تمتد تلك الجذور في الاعماق الى ان تنهض شيئا فشيئا بالامة وتعيد لها حياتها وكرامتها وعزتها وشرفها...
فالامة الان ميتة فاقدة الارادة والعزيمة لا تفكر اصلا بأن تطلق كل قواها حتى تفكر , من اجل ان تطلق العنان لعقلها ان ينظر ويتدبر في كرامتها , وإلا أسألكم بالله مثل السيستاني أي امة تتبعه واي اناس يقبلون ان يكون هو مثلهم الاعلى أي مستوى وصل له هؤلاء المتمسكون واي انهزام ؟
ولا اقصد بالسيستاني شخص او عالم في النجف بل اقصد به مؤسسة ضخمة تدير مشاريع عملاقة في الشرق الاوسط بل حتى مؤسسات في بريطانيا وامريكا وايران وغيرها , اقصد به قيادة (مجموعة) موجودة في براني النجف تدير مجاميع في داخل العراق وخارجه يكونون في تماس مع افراد الامة , معنى السيستاني ليس ذلك الشخص العجوز الذي وصل عمره ما يقارب الـ (90) عاما ! لا ابدا ذلك الشخص لا يعلم ما يفعلون الفراعنة بأسمه وعنوانه لانه في غيبوبة رهيبة ذلك الشخص كل ما هنالك مُرر به وبأتباعه من الافراد ومحبيه كل ما يطمحون ويحلمون به اولئك قادة المؤسسات اصحاب العقول المدبرة المرتبطة بمخابرات ودول اقليمية وعالمية كبرى (ذئاب براني النجف).
فهذه الطامة الكبرى التي وصل اليها مجتمعنا العراقي وللاسف الشديد فانا اخاطب اخوتي العراقيين واقول لهم الى متى تبقون وراء هؤلاء الفراعنة ؟
الى متى تبقون متى ما ارادوكم واحتاجوكم وصلوا اليكم ليستخدمونكم ورقة لصالحهم ؟!
الى متى تعتقدون بأصحاب مكتب السيستاني انهم معصومون وكل ما يصدر عنهم هو صادر عن الله تعالى ؟!
تحركوا انهضوا قرروا ضعوا النقاط على الحروف معهم لا تجمدوا العقول الا ترون الى اين وصلتم ووصل العراق فوالله الظلم الذي اتى على العراق كله اتى نتيجة اتباعكم لهؤلاء المرتزقة اتى نتيجة سكوتكم نتيجة انكم سلمتم زمام اموركم بيد من لا يرحمكم لماذا الا ترون انهم يزنون بذوات بعل كما فعلها الناجي وغيره؟!
الا ترون انهم يقولون ما لا يفعلون؟!
الم يعبر القران الكريم عنهم بقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } الا ترون انهم يسرقون الاموال ولا يهمهم سوى عوائلهم واطفالهم وعشيقاتهم ؟!
لماذا هذا السكوت الم يحن الامر حتى تتجاسروا وتقفوا بوجه من حرمكم واطفالكم لذة العيش حالكم حال أي شعب من الشعوب ؟!
الى متى ؟؟
الى هذا الحال الذي وصلتم له ويقول الاغلب منكم (الله كريم) (الله موجود) (الله ينتقم من الظالم) او (العراق الان افضل من زمان صدام) وغيرها من عبارات كلها لا تدل انكم مؤمنون بالله تعالى بل تدل على انكم متم ودفنتم وانتم احياء وانتم لا تشعرون لان المؤمن بالله ينهض لكرامته فمابكم يامن تدعون انكم من اهل العلم والثقافة اين علمكم وثقافتكم ؟
هل يليق بنا كمجتمع عراقي اصيل نكون مصاديق لمفهوم الهمج الرعاع ؟
نكون الات بيد الفراعنة , نكون الة يتم تشغيلها بالري موت ؟ والري موت بيد الفراعنة فينطبق علينا قول الله عز وجل {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا } ؟!
لا تعتبروا كلامي هذا هو تعديا على احد ابداً بل هو حقيقة مدفونة برمال الجهل والمصالح الشخصية , حقيقة يراد لها ان تغيب لانها ان ظهرت وبرزت على سطح الارض ستشكل سيلا يجتث عروش الفراعنة ويجعل من افراد الامة احياء لا يمكن ان ياتي احد ويتلاعب بعقولهم وافكارهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .