أصل الامتياز : التفرق والاختلاف فطالب ممتاز معناه متميز ومختلف عن أقرانه والكلمة تصلح للمدح وللذم ولكن في الاصطلاح لا تكون الإ للتميز المحمود .
قال تعالى ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )
وقال تعالى ( تكاد تميز من الغيظ ) أي تتقطع وتبتعد أجزاؤها .
و تقول العرب في لسانها مادة ( ميز) :
تميَّز القوم وامتازوا ... صاروا في ناحية ، وفي التنزيل (وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون) ... أي : انفردوا عن المؤمنين
فأصل دلالة الفعل على الانفراد بأمر
وأصل ( ماز) (مَيَز) تحرك حرف العلة وفُتح ما قبله فقلب ألفا ،، وحين نصوغ منه على زنة (افْتَعل) نقول امتاز) ،،
ومن هذا الفعل نصوغ اسم الفاعل أو اسم المفعول بأن نأتي بالمضارع ونقلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة ، ويبقى
ما قبل آخره على الاعتلال الذي أصابه ، فنقول : ممتاز .
الممتاز في اللغة: المتميز عن غيره , إمّا بخير أو بشر , وليس في اللفظ قصرٌ للمعنى على المتميز بخير ,
وقد جاء في (شذور الذهب لابن هشام 329) أن التمييز في اللغة هو : فصل الشيء عن غيره .
وذكر الله تعالى في كتابه أنه يقال للمجرمين يوم القيامة ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون)
قال ابن كثير- رحمه الله - في تفسيره (6/584) : بمعنى يتميزون عن المؤمنين في موقفهم .
وقال القرطبي – رحمه الله – في تفسيره (15/46) : ويقال تميزوا وأمازوا وامتازوا .
ثم إنّ النظر في كلمة (ممتاز) من الناحية الصرفية يوضّح المذكور – آنفا – بجلاء , ذلك أن كلمة (ممتاز) : اسم فاعل للفعل الخماسي (امتاز) , وليس في الفعل (امتاز) دلالة على خير أو شر , وإنما السياق الذي تأتي فيه الكلمة : هو الذي يعيّن المراد من (الامتياز) .
وعليه , فإنّ استعمال أكثر الناس لكلمة (ممتاز) على أنها تعني (الجيّد الحسن) : لا أصل له , وإنما يقال لمن كان كذلك (جيّد , أو طيّب , أو بارع , أو ماهر , أو نحو ذلك)