(عندما يغيب الأمل، ويذبل العطف في النفوس يتعفن طعم الحياة، ويلفظ الإنسان معنى الإنسانية، ويتخلى .. حتى عن طعم الخبز ... إذ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)
(1)
سوف أرحل
رغم تشبثي بالبقاء
ورغم قراري بأن ألتقيك
إني أعلم أن رحيلي
مثل الجميع
ولكن طريقي
طويل .. طويل بغير انتهاء
(2)
ستبقين بعدي
ويبقى مكاني مجرد ذكرى
تردد دوما
لتحكي وعودي قبيل المساء
(3)
أتظنين أننا بالخبز نحيا
وأن السماء ..
تصير رغيفا لحلم الجياع
أتظنين حقا ..
بأن الأماني ..
تفتأ تكبر رغم الرحيل
تصير عطاء
وأنا سنربح رغم المآسي
حصاد السنين
(4)
عندما يغني البرد يا حبيبتي
على قارعة الطريق
وتصطك آلاف الثنايا
وتسقط المآزر
عن صبية الشوارع
ستشهدين يا حبيبتي مسيرة الجياع
وحينها
سيسقط الحلم
وترحل المدينة
من غير ما رجوع
(5)
حملت عصاي
ولن أستخير
سأصعد ..
حتى بغير انتهاء
أحقق ذاتي
وأرهن حلمي
لأعلن أن بقائي محال
وأني – برغم
إلى غير عودٍ أشد الرحال
(6)
ليتني كنت شعاع ضوء
لكنت رأيتني
كل مساء
مجرة
أو نجما حزينا
وحتى وميضا قبيل الغروب
يلون الأفق بلون الدماء
لكنني ..
مجرد طينٍ .. وخبزٍ .. وماء
مجرد حلم
أحاول عبثاً خلود البقاء